للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال عكرمة: حرق علي ناسا ارتدوا، فبلغ ذلك ابن عباس، فقال: لو كنت أنا لم أكن أحرقهم بالنار؛ إن رسول الله قال: لا تعذبوا بعذاب الله. ولقتلتهم؛ لقوله : من بدل دينه فاقتلوه (١)، فبلغ ذلك عليا فقال: ويح ابن أم الفضل، إنه لغواص على الهنات.

وعن سعد بن أبي وقاص قال: ما رأيت أحدا أحضر فهما، ولا ألب لبا، ولا أكثر علما، ولا أوسع حلما - من ابن عباس، ولقد رأيت عمر يدعوه للمعضلات، فلا يجاوز قوله، وإن حوله لأهل بدر.

وعن طلحة بن عبيد الله قال: لقد أعطي ابن عباس فهما ولقنا وعلما، وما كنت أرى عمر يقدم عليه أحدا. هذا والذي قبله من رواية الواقدي (٢).

وقال الأعمش عن مسلم، عن مسروق، عن عبد الله قال: لو أدرك ابن عباس أسناننا ما عشره منا أحد. وفي لفظ: ما عاشره منا أحد. وكذا قال جعفر بن عون وغيره، والأول أصح.

وقال الأعمش عن إبراهيم قال: قال عبد الله: لو أن هذا الغلام أدرك ما أدركنا ما تعلقنا معه بشيء.

قال الأعمش: وسمعتهم يتحدثون أن عبد الله قال: ولنعم ترجمان القرآن ابن عباس.

وقال الواقدي: حدثنا مخرمة بن بكير عن أبيه، عن بسر بن سعيد، عن محمد بن أبي بن كعب: سمعت أبي يقول، وكان عنده ابن عباس، فقام فقال: هذا يكون حبر هذه الأمة، أرى عقلا وفهما، وقد دعا له رسول الله أن يفقهه في الدين.

وقال الواقدي: حدثنا أبو بكر بن أبي سبرة، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عكرمة قال: سمعت معاوية يقول: مولاك والله أفقه من مات ومن عاش.


(١) أخرجه البخاري ٤/ ٧٥ و ٩/ ١٨. وانظر تمام تخريجه في تعليقنا على الترمذي (١٤٥٨).
(٢) أخرجهما ابن سعد في الطباقات ٢/ ٣٦٩ - ٣٧٠ عنه.