للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال بقية: دعاني إبراهيم بن أدهم إلى طعام له وجلس، فوضع رجله اليسرى تحت أليته، ونصب اليمنى ووضع مرفقه عليها، ثم قال: هذه جلسة رسول الله ، كان يجلس جلسة العبيد. فلما أكلنا قلت لرفيقه: أخبرني عن أشد شيء مر بك منذ صحبته، قال: نعم، كنا يوما صياما، فلما كان الليل لم يكن لنا ما نفطر عليه، فلما أصبحنا قلت: يا أبا إسحاق، هل لك في أن نأتي الرستن فنكري أنفسنا مع الحصادين؟ قال: نعم، فأتينا باب الرستن، فجاء رجل فاكتراني بدرهم، فقلت: وصاحبي، قال: لا حاجة لي فيه، أراه ضعيفا، فما زلت به حتى اكتراه بثلثين، فحصدنا يومنا، وأخذت كرائي، فأتيت به، فاشتريت حاجتي، وتصدقت بالباقي، فهيأته، وقدمته إليه، فلما نظر إليه بكى، قلت: ما يبكيك؟ قال: أما نحن، فقد استوفينا أجورنا، فليت شعري أوفينا صاحبنا أم لا؟ قال: فغضبت، قال: ما يغضبك؟ أتضمن لي أنا وفيناه؟ فأخذت الطعام فتصدقت به.

ضمرة: سمعت إبراهيم بن أدهم قال: أخاف أن لا يكون لي أجر في تركي أطايب الطعام، لأني لا أشتهيه، وكان إذا جلس على طعام طيب رمى إلى أصحابه، وقنع بالخبز والزيتون.

محمد بن ميمون المكي: حدثنا سفيان بن عيينة قال: قال رجل لإبراهيم بن أدهم: لو تزوجت، فقال: لو أمكنني أن أطلق نفسي لفعلت.

أحمد بن مروان: حدثنا هارون بن الحسن، قال: حدثنا خلف بن تميم قال: دخل إبراهيم بن أدهم الجبل بفأس، فاحتطب ثم باعه، واشترى به ناطفا، وقدمه إلى أصحابه، فقال: كلوا كأنكم تأكلون في رهن.

عصام بن رواد بن الجراح: حدثنا أبي قال: كنت ليلة مع إبراهيم بن أدهم بالثغر، فأتاه رجل بباكورة، فنظر حوله هل يرى ما يكافئه، فنظر إلى سرجي فقال: خذ لك ذاك السرج، فأخذه، فما داخلني سرور قط مثله حين علمت أنه صير مالي وماله واحدا.

علي بن بكار قال: كان الحصاد أحب إلى ابن أدهم من اللقاط، وكان سليمان الخواص لا يرى باللقاط بأسا، وكان إبراهيم أفقه، وكان من العرب من بني عجل، كريم الحسب، وكان إذا عمل ارتجز، وقال: