١٧٧ - علاء الدين الأعمى، الركني، الأمير الزاهد، قيل: اسمه إيدغدي، ناظر أوقاف القدس، ومنشيء العمارات والربط، وغير ذلك بالقدس والخليل والمدينة النبوية.
كان من أحسن الناس سيرة وأجملهم طريقة. انغمرت الأوقاف في أيامه وتضاعف المغل، واشتهر ذكره، وتوفي إلى رحمة الله بالقدس في شوال، وصلي عليه بدمشق صلاة الغائب.
١٧٨ - عمر بن عبد العزيز ابن الشماع، موفق الدين.
مات بالثغر عن ثمانين سنة في صفر، سمع من أبي البركات محمد بن يحيى المصري وطائفة.
١٧٩ - فخر الدين ابن لقمان، الوزير الكاتب، شيخ الإنشاء واسمه إبراهيم بن لقمان بن أحمد بن محمد الشيباني الإسعردي.
ولد سنة اثنتي عشرة وستمائة وبرع في الرسائل والأدب ورزق السعادة والتقدم في الدول، وطال عمره. رأيته شيخًا بعمامة صغيرة. وقد حدث عن: ابن رواج، كتب عنه البرزالي والطلبة. وتوفي في الثالث والعشرين من جمادى الآخرة بمصر. وصلي عليه بدمشق صلاة الغائب بالنية.
وقد ولي وزارة الصحبة للملك السعيد، ثم وزر مرتين للملك المنصور. وأصله من المعدن من بلاد إسعرد. وكان قليل الظلم، فيه إحسان إلى الرعية. وكان إذا عزل من الوزارة يأخذ غلامه الحرمدان خلفه ويكبر إلى ديوان الإنشاء ما كأن جرى شيء، ولما افتتح الملك الكامل آمد كان ابن لقمان شابًا يكتب على عرصة القمح بها، وينوب عن الناظر. وكان البهاء زهير كبير الإنشاء للكامل، فاستدعى من ناظر آمد حوائج فكانت الرسالة ترد إليه بخط ابن لقمان، فأعجب البهاء زهير خطه وعبارته، فاستحضره وأخذه ونوه به وناب عنه في ديوان الإنشاء، ثم قدم منفيا في الدولة الصالحية وهلم جرا إلى أوائل