هداني للإسلام. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فقهوا أخاكم في دينه، وأقرئوه القرآن وأطلقوا له أسيره ففعلوا.
ثم قال: يا رسول الله إني كنت جاهدا على إطفاء نور الله، شديد الأذى لمن كان على دين الله، وأنا أحب أن تأذن لي فأقدم مكة فأدعوهم إلى الله ورسوله، لعل الله أن يهديهم. وإلا آذيتهم في دينهم. فأذن له ولحق بمكة. وكان صفوان يعد قريشا يقول: أبشروا بوقعة تأتيكم الآن تنسيكم وقعة بدر. وكان صفوان يسأل عنه الركبان، حتى قدم راكبا فأخبره عن إسلامه، فحلف لا يكلمه أبدا ولا ينفعه بشيء أبدا. ثم أقام يدعو إلى الإسلام، ويؤذي المشركين. فأسلم على يديه ناس كثير.
[بقية أحاديث غزوة بدر]
وهي كالشرح لما قدمناه، منها:
قال إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله بن مسعود: قال: انطلق سعد بن معاذ معتمرا: فنزل على أمية بن خلف - وكان أمية ينزل عليه إذا سافر إلى الشام - فقال لسعد: انتظر حتى إذا انتصف النهار وغفل الناس فطف. قال: فبينما هو يطوف إذ أتاه أبو جهل فقال: من أنت؟ قال: سعد. قال: أتطوف آمنا وقد آويتم محمدا وأصحابه، وتلاحيا. فقال أمية لسعد: لا ترفع صوتك على أبي الحكم فإنه سيد أهل الوادي. فقال: والله لئن منعتني أن أطوف بالبيت لأقطعن عليك متجرك بالشام. وجعل أمية يقول: لا ترفع صوتك. فغضب وقال: دعنا منكم، فإني سمعت محمدا - صلى الله عليه وسلم - يزعم أنه قاتلك قال: إياي؟ قال: نعم. قال: والله ما يكذب محمد. فكاد أن يحدث. فرجع فقال لامرأته: أتعلمين ما قال أخي اليثربي؟ قالت: وما قال؟ قال: زعم أن محمدا يزعم أنه قاتلي. قالت: فوالله ما يكذب. فلما خرجوا لبدر وجاء الصريخ قالت له امرأته: أما علمت ما قال