شجاع محمد بن الحسين، ولقبه الخليفة ظهير الدين، ومدحته الشعراء فأكثروا.
وفيها قتلة سيد الرؤساء أبي المحاسن ابن كمال الملك بن أبي الرضا، وكان قد قرب من السلطان ملكشاه إلى الغاية، وكان أبوه كمال الملك يكتب الإنشاء للسلطان، فقال أبو المحاسن: أيها الملك، سلم إلي نظام الملك وأصحابه وأنا أعطيك ألف ألف دينار، فإنهم قد أكلوا البلاد. فبلغ ذلك نظام الملك، فمد سماطا وأقام عليه مماليكه، وهم ألوف من الأتراك؛ كذا قال ابن الأثير، وأقام خيلهم وسلاحهم. فلما حضر السلطان قال له: إنني خدمتك وخدمت أباك وجدك، ولي حق خدمة. وقد بلغك أخذي لأموالك، وصدق القائل، أنا آخذ المال وأعطيه لهؤلاء الغلمان الذين جمعتهم لك، وأصرفه أيضا في الصدقات والوقوف والصلات التي معظم ذكرها وأجرها لك، وأموالي وجميع ما أملك بين يديك، وأنا أقنع بمرقعة وزاوية. فصفا له السلطان، وأمر أن تسمل عينا أبي المحاسن، ونفذه إلى قلعة ساوة، فسمع أبوه كمال الملك الخبر، فاستجار بنظام الملك وحمل مائتي ألف دينار، وعزل عن الطغراء؛ يعني كتابة السر، ووليها مؤيد الملك ابن النظام.
وفيها خرج مالك بن علوي أمير العرب على تميم ابن المعز وحاصر المهدية، وتعب معه تميم، ثم سار إلى القيروان فملكها، فجهز إليه تميم جيوشه، فحاصروه بالقيروان، فعجز وخرج منها، وعادت إلى يد تميم.
وفيها رخصت الأسعار بسائر البلاد، وعاش الناس، ولله الحمد.
[سنة سبع وسبعين وأربعمائة]
فيها بعث السلطان جيشا عليهم الأمير أرتق بن أكسب نجدة لفخر الدولة ابن جهير، وكان ابن مروان قد مضى إلى شرف الدولة صاحب الموصل، واستنجد به على أن يسلم إليه آمد، وحلف له على ذلك، وكانت بينهما إحن قديمة، فاتفقا على حرب ابن جهير وسارا، فمال ابن جهير إلى الصلح، وعلمت التركمان نيته، فساروا في الليل، وأتوا العرب فأحاطوا بهم، والتحم القتال فانهزمت العرب، وأسرت أمراء بني عقيل، وغنمت التركمان لهم شيئا