سمع إسحاق بن راهويه، وعمرو بن زرارة. وعنه أبو الفضل محمد بن إبراهيم، وعلي بن عيسى، وجماعة.
توفي سنة خمس أيضًا.
٢٢٩ - الحسين بن الفضل بن عمير البجلي الكوفي النيسابوري أبو علي المفسر الأديب إمام عصره في معاني القرآن.
قال الحاكم: أقدمه عبد الله بن طاهر معه نيسابور سنة سبع عشرة ومائتين وابتاع له الدار المشهورة به بدار عزرة، فسكنها. وبقي يعلم الناس العلم، ويفتي في تلك الدار إلى أن توفي سنة اثنتين وثمانين، عن مائة وأربع سنين.
وقبره مشهور يزار.
سمع يزيد بن هارون، وعبد الله بن بكر السهمي، والحسن بن قتيبة المدائني، وأبا النضر، وشبابة، وهوذة بن خليفة.
وسمعت محمد بن أبي القاسم المذكر يقول: سمعت أبي يقول: لو كان الحسين بن الفضل في بني إسرائيل لكان ممن يذكر في عجائبهم.
وسمعت محمد بن يعقوب الحافظ يقول: ما رأيت أفصح لسانًا من الحسين بن الفضل.
وسمعت أبا سعيد بن أبي حامد يقول: سمعت محمد بن يعقوب الكرابيسي، صاحب دار الحسين بن الفضل يقول: كان الحسين في آخر عمره يأمرنا أن نبسط له بحذاء سكة عمار، فكنا نحمله في المحفة. فمر به جماعة من الفرسان على زي أهل العلم، فرفع حاجبه ثم قال لي: من هؤلاء؟ قلت: هذا أبو بكر بن خزيمة، وجماعة معه.
فقال: يا سبحان الله! بعد أن كان يزورنا في هذه الدار إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، ومحمد بن رافع، ومحمد بن يحيى، يمر بنا ابن خزيمة، فلا يسلم أرأيتم أعجب من هذا؟
سمعت إبراهيم بن مضارب بن إبراهيم: يقول سمعت أبي يقول: كان علم الحسين بن الفضل بالمعاني إلهامًا من الله تعالى، فإنه كان تجاوز حد التعليم.
وكان يركع في اليوم والليلة ست مائة ركعة، ويقول: لولا الضعف والسن لم أطعم بالنهار.
سمعت أبا زكريا العنبري يقول لما قلد المأمون عبد الله بن طاهر