للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال أبو محمد بن حزم (١): كان جهم مع مقاتل بخراسان في وقت واحد، وكان يخالف مقاتلاً في التجسيم، كان جهم يقول: ليس الله شيئاً ولا غير شيء لأنه قال تعالى ﴿اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ فلا شيء إلا وهو مخلوق، قال (٢): وكان يقول: إن الإيمان عقد بالقلب وإن كفر بلسانه من تقية أو إكراه، وإن عبد الصليب والأوثان في الظاهر ومات على ذلك فهو مؤمن ولي لله من أهل الجنة. قال (٣): وكان مقاتل يقول: إن الله جسم لحم ودم على صورة الإنسان، تعالى الله عن ذلك.

وقال أبو عبد الله بن منده: حدثنا أحمد بن الحسن الأصبهاني بنيسابور، قال: حدثنا عبد الله بن إسحاق النهاوندي قال: سمعت أحمد بن مهدي بن يزيد القافلاني قال: قلت لأحمد بن حنبل: يا أبا عبد الله هؤلاء اللفظية (٤) فذكر القصة، ثم قال أحمد بن حنبل: قال لنا علي بن عاصم: ذهبت إلى محمد بن سوقة فقال: ها هنا رجل قد بلغني أنه لم يصل، فمررت معه إليه فقال: يا جهم ما هذا؟ بلغني أنك لا تصلي! قال: نعم. قال: مذ كم؟ قال: مذ تسعة وثلاثين يوماً، واليوم أربعين. قال: فلم لا تصلي؟ قال: حتى يتبين لي لمن أصلي، قال: فجهد به ابن سوقة أن يرجع أو أن يتوب أو يقلع، فلم يفعل، فذهب إلى الوالي فأخذه فضرب عنقه وصلبه، ثم قال لنا أحمد بن حنبل: لا يترك الله من يصلي ويصوم له يدع الصلاة عامداً أربعين يوماً إلا ويضربه بقارعة.

وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: حدثني محمد بن مسلم قال: حدثني عبد العزيز بن منيب قال: حدثنا موسى بن حزام الترمذي قال: حدثنا الأصمعي، عن المعتمر، عن خلاد الطفاوي قال: كان سلم بن أحوز على شرطة نصر بن سيار فقتل جهم بن صفوان لأنه أنكر أن الله كلم موسى.

وقال عمر بن مدرك القاص: سمعت مكي بن إبراهيم يقول: ظهر


(١) الفصل ٥/ ٧٤.
(٢) نفسه.
(٣) نفسه.
(٤) اللفظية: يعني بهم الذين قالوا: "ولفظي بالقرآن مخلوق".