للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صفقة المغبون، وألحق بألف ألف (١) هالك بأيدي الكفار أو يزيدون.

وبعد، فليس للملوك ما يسلّي به خاطره، ويعد (٢) به قلبه وناظره إلاّ التّعليل بإزاحة العلل، إذا هو بالحضرة الشريفة مثل.

ولد ياقوت سنة أربعٍ أو خمسٍ وسبعين وخمسمائة. ومات في العشرين من رمضان سنة ستّ هذه.

وكان قد سمّى نفسه يعقوب. ووقف كتبه ببغداد على مشهد الزّيدي.

قال ابن النّجّار: أنشدني ياقوت الحموي لنفسه:

أقول لقلبي وهو في الغي جامحٌ … أما آن للجهل القديم يزول

أطعت مهاة في الحذار خريدة … وأنت على أسد الفلاة تصول

ولمّا رأيت الوصل قد حيل دونه … وأن لقاكم ما إليه وصول

لبست رداء الصّبر لا عن ملالة … ولكنّي للضّيم فيك حمول

٣٨١ - يعقوب بن صابر بن بركات، الأديب أبو يوسف القرشي الحرّاني ثمّ البغدادي المنجنيقي الشاعر.

له ديوان. وكان من فحول الشعراء بالعراق. ولد سنة أربعٍ وخمسين وخمسمائة. وسمع من هبة الله بن عبد الله ابن السمرقندي. وحدّث؛ كتب عنه ابن الحاجب، وغيره.

ومن شعره (٣):

شكوت منه إليه جوره فبكى … واحمرّ من خجلٍ واصفرّ من وجل

فالورد والياسمين الغضّ منغمسٌ … في الطّلّ بين البكا والعذر والعذل

توفّي في صفر.

وكان مقدّم المنجنيقيّين ببغداد. وما زال مغرىً بآداب السيف والقلم


(١) في إنباه الرواة وابن خلكان: "بألف ألف ألف ألف ألف" وقد كتبها المؤلف أولًا ثلاث مرات، ثم ضرب على الأخيرة، فأصبح العدد "مليونًا". وفيه نوع من العقلانية.
(٢) في إنباه الرواة ووفيات الأعيان: "يعزي".
(٣) ينظر المستفاد من ذيل تاريخ بغداد ٤٤١.