الذي ولي شطر قضاء الديار المصرية، ثم عزل بابن الخويّي، كان من كبار الأئمة في الفقه، معدودا من الأذكياء. توفي في جمادى الآخرة.
٣٥٨ - يعقوب بن عبد الحق، أبو يوسف المريني، سلطان المغرب وسيد آل مرين.
كان ملكاً شجاعاً، مقداماً، مهيباً. خرج على الواثق الملقب بأبي دبوس، فالتقاه بظاهر مراكش، فقُتل أبو دبوس وتملك هذا في أول سنة ثمانٍ وستين، وزالت بدولته دولة الموحدين. وقد دخل الأندلس، وتملك الجزيرة الخضراء، واتسعت ممالكه، وخافته الملوك.
مات في المحرم سنة خمسٍ هذه.
٣٥٩ - يوسف بن محمد بن عبد الله، الإمام، الفاضل، الصالح، مجد الدين، أبو الفضائل ابن المهتار المصري، ثم الدمشقي، الكاتب، المجود، المحدث، القارئ بدار الحديث الأشرفية.
ولد في حدود سنة عشر وستمائة. وسمع من ابن صباح وابن الزبيدي والفخر الإربلي وابن اللتي وجعفر الهمداني وابن المقير وابن باسويه ومكرم بن أبي الصقر، وطائفة. وقرأ، وكتب الأجزاء والطباق. وشارك في العلم، وتوحد في كتاب الخط الفائق، وعلم به دهراً. وولي في الآخر مشيخة الدار النورية.
وكان إمام المسجد داخل باب الفراديس. وكان ذا دين وورعٍ تام وصلاح، كف بصره قبل موته بقليل.
سمع منه: ابن العطار وابن الخباز وابن أبي الفتح والمزي، وطائفة سواهم. وأجاز لي مروياته.