٩٦ - حبيب بن أوس بن الحارث بن قيس أبو تمام الطائي الحوراني الجاسمي الأديب.
حامل لواء الشعر في وقته، وكان أبوه أوس نصرانيا، فأسلم هو ومدح الخلفاء والأمراء، وسار شعره في الدنيا، وتنافس الأدباء في تحصيل ديوانه. وهو الذي جمع الحماسة. وكان أسمر طوالا فصيحا حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة. ولد سنة تسعين ومائة أو قبلها.
قال الخطيب أبو بكر: كان في أيام حداثته يسقي الماء بمصر في الجامع. ثم جالس الأدباء وأخذ عنهم. وكان فطنا فهما يحب الشعر، فلم يزل حتى قاله، فأجاد وشاع ذكره. وبلغ المعتصم خبره فطلبه، فعمل فيه قصائد فأجازه، وقدمه على شعراء وقته. وجالس ببغداد الأدباء، وكان موصوفا بالظرف وحسن الأخلاق، والكرم.
قال المسعودي: وكان ماجنا خليعا، ربما تهاون بالفرائض، مع صحة اعتقاد.
وروى محمد بن محمود الخزاعي، عن علي بن الجهم قال: كان الشعراء يجتمعون كل جمعة بالجامع ببغداد ويتناشدون، فبينما نحن يوم جمعة أنا ودعبل، وأبو الشيص، وابن أبي فنن، والناس يستمعون قولنا، إذ أبصرت شابا في أخريات الناس جالسا بزي الأعراب. فلما سكتنا قال: قد سمعت إنشادكم منذ اليوم، فاسمعوا إنشادي: قلنا: هات، فقال:
فحواك عين على نجواك يا مذل حتام لا يتقضى قولك الخطل فإن أسمج من تشكو إليه هوى من كان أحسن شيء عنده العذل ما أقبلت أوجه اللذات سافرة مذ أدبرت باللوى أيامنا الأول إن شئت أن لا ترى صبرا لمصطبر فانظر على أي حال أصبح الطلل كأنما جاد مغناه فغيره دموعنا يوم بانوا فهي تنهمل إلى أن قال فيها يمدح المعتصم: