للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورضى بأحكام الحبيب وإن جفا ونأى وعز من الخيال مرام أوصاف باق لم يبن عن رسمه وبقاء أبناء الغرام حرام والعاشقون على اختلاف شؤونهم عما يحققه الفناء نيام كل يشير إلى سواه ولا سوى إلا إذا ما ضلت الأفهام وهي طويلة من أبدع قصائده، لولا ما عكر بقوله فيها:

قوم بهم قام الوجود لأنهم قعدوا بعرفان الإله وقاموا ظهروا وقد خفيت صفات نفوسهم فهم لإعلام الورى أعلام وردوا معين الجمع فاجتمعت لهم صور العوالم فالشتات نظام وحقائق الأشياء في ميزانهم شيء فما بين الأنام خصام والعارفون بفضلهم وراثهم والجاحدوا إنعامهم أنعام ووراءهم قوم معارفهم إلى حد الصفات يردها الإعظام وهم على رتب تفاوت قدرها وكذاك يقسم فضله القسام فمن اجتلى صفة الجمال فدهره عشق وقصف والغرام مدام وتشوقه الأغصان والريحان والكثبان والغزلان والآرام ويحب أخبار الغرام وأهله وتهزه الأوتار والأنغام هش تراه للخلاعة باسما كالبدر جلي عن سناه غمام ويرى المليحة في القبيح فما له بسوى الجمال على المدى إلمام ومن انتحى صفة الجلال فدهره قبض وكل زمانه إحجام وقد روى عنه أبو الحسين اليونيني، وأبو محمد الدمياطي، وأبو محمد البرزالي، وغيرهم من شعره.

وتوفي في رابع عشر ربيع الآخر، ودفن بقبة الشيخ رسلان، وشيعه قاضي القضاة شمس الدين ابن خلكان والأعيان والفقراء والخلق.

٣٨٨ - محمد بن صالح، الفقيه شمس الدين الهسكوري المغربي، خطيب جامع جراح خارج باب الصغير.

روى عن مكرم، وشهد على القضاة، ثم عمي.

<<  <  ج: ص:  >  >>