للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المِصْريّ نزيلِ دمشق (١). وما لَبثَ الذهبيُّ أن أصبحَ على معرفةٍ جيدةٍ بالقراءات وأصولها ومسائِلها وهو لَمَّا يَزَل فتىً لم يتعد العِشرينَ من عُمُره، قال في ترجمة قاضي القضاة شهاب الدين أبي عبد اللّه محمد بن أحمد بن خليل الخويي ثم الدمشقي الشافعي المتوفى سنة ٦٩٣ هـ: "جلستُ بين يديه وسألني عن غيرِ مسألةٍ من القراءات فَمَنَّ اللّهُ وأجبته وشهدَ في إجازتي من الحاضرينَ وأجاز لي مَرْوياته" (٢). على أنه استمَّر في تحصيلِ هذا الفن فكتب في سنة ٦٩١ هـ "المقدمة في التجويد" عن مؤلفها المقرئ المُجَوِّد أبي عبد اللّه محمد بن جوهر التلعفري المتوفى سنة ٦٩٦ هـ (٣)، وتلا ختمةً للسبعة على مجد الدين أبي بكر بن محمد المرسي نزيل دمشق المتوفى سنة ٧١٨ هـ (٤) وجمع الختمة على شيخ القراء ببعلبك موفق الدين المتوفى سنة ٦٩٥ هـ (٥)، وقرأ بالسبع أيضًا على المقرئ شمس الدين أبي عبد الله محمد بن منصور الحلبي المتوفى سنة ٧٠٠ هـ، وكان الحلبي هذا من المتصدرين بالعادلية وبالجامع الأموي (٦). وقرأ كتاب "المبهج في القراءات السبع" (٧) لسبط الشيخ أبي منصور الخياط البغدادي، و"السبعة" لابن مجاهد وغيرهما علي شيخه أبي حفص عمر بن القَوَّاس المتوفى سنة ٦٩٨ هـ، وسمع "الشاطبية" من غير واحد من القراء (٨).

وتميز الشاب في دراسة القراءات وبرع فيها براعة جعلت شيخه شمس الدين أبا عبد الله محمد بن العزيز الدمياطي ثم الدمشقي الشافعي، وهو من المقرئين المجودين، يتنازل عن حلقته بالجامع الأموي في أواخر سنة ٦٩٢ هـ أو أوائل سنة ٦٩٣ هـ حينما أصابه المرض الذي توفى فيه، وكان


(١) الحسيني: ذيل تذكرة الحفاظ، ص ٣٦.
(٢) الذهبي: معجم الشيوخ، م ٢ الورقة ٣١.
(٣) المصدر السابق، م ٢ الورقة ٣٩.
(٤) المصدر السابق، م ٢ الورقة ٩٨.
(٥) المصدر السابق، م ٢ الورقة ٧٤.
(٦) المصدر السابق، م ٢ الورقة ٦٥ - ٦٦.
(٧) عندي منه نسخة مصورة عن نسخة معهد إحياء المخطوطات (رقم ٧٥ قراءات وتجويد) وهو كتاب نفيس للغاية.
(٨) انظر مثلًا الذهبي ومعجم الشيوخ م ٢ الورقة ٣٥، ٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>