الأمير المتغلب على نيسابور، كان جبارا ظالما غاشما من أتباع يعقوب بن الليث الذي ستأتي أخباره، ثم خرج عن طاعة يعقوب واستولى على نيسابور وبسطام في أثناء سنة إحدى وستين ومائتين، وأخذ يظهر الميل إلى بني طاهر ليستميل بذلك قلوب الرعية، وبقي يكتب أحمد بن عبد الله الطاهري، ثم كاتب رافع بن هرثمة، فقدم عليه وتلقاه وجعله أتابكه.
وله حروب وأمور، وهو الذي قتل يحيى ابن الذهلي، فرآه بعضهم في النوم فقال: أنا لم أقتل ولم أجد حر القتل، ولكن الله أشقى الخجستاني بي.
قلت: اتفق على الخجستاني اثنان من غلمانه فذبحاه وهو سكران لست بقين من شوال سنة ثمان وستين
وقال محمد بن صالح بن هانئ: لما قتل يحيى بن محمد حيكان ترك أبو عمرو أحمد بن المبارك المستملي اللباس القطني، فكان يلبس في الشتاء فروا بلا قميص، وفي الصيف مسحا، فتقدم يوما إلى أحمد بن عبد الله، فأخذ بعنانه وقال: يا ظالم، قتلت الإمام ابن الإمام العالم ابن العالم! فارتعد أحمد بن عبد الله ونفرت دابته، فأتت الرجالة لتضربه فقال: دعوه دعوه. فبلغني عن أبي حاتم نوح قال: قال لي الخجستاني: والله ما فزعت من أحد فزعي من صاحب الفروة، ولقد ندمت حينئذ على قتل حيكان.
خجستان: من جبل هراة.
ومن عسفه في مصادرته للرعية أنه نصب رمحا وأمرهم أن يغطوا أسنانه بالدراهم.
٤٢ - أحمد بن عبد الله بن زياد، أبو جعفر البغدادي الحداد.