للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد ساق ابن عدي هذه الواقعة في ترجمة عبد المجيد بن أبي رواد، ونقل أنه هو الذي أفتى بقتل وكيع، فقال (١): أخبرنا محمد بن عيسى المروزي فيما كتب إلي قال: حدثنا أبي عيسى بن محمد قال: حدثنا العباس بن مصعب قال: حدثنا قتيبة قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا ابن أبي خالد، فساق الحديث. ثم قال قتيبة: حدث وكيع بهذا بمكة سنة حج الرشيد، فقدموه إليه، فدعا الرشيد سفيان بن عيينة وعبد المجيد، فأما عبد المجيد فإنه قال: يجب أن يقتل، فإنه لم يرو هذا إلا من في قلبه غش للنبي . وقال سفيان: لا قتل عليه، رجل سمع حديثا فرواه، المدينة شديدة الحر، توفي النبي فترك ليلتين؛ لأن القوم كانوا في إصلاح أمر الأمة، واختلفت قريش والأنصار، فمن ذلك تغير. قال قتيبة: فكان وكيع إذا ذكر فعل عبد المجيد قال: ذاك جاهل، سمع حديثا لم يعرف وجهه فتكلم بما تكلم.

عن مليح بن وكيع قال: لما نزل بأبي الموت أخرج يديه فقال: يا بني، ترى يدي ما ضربت بها شيئا قط.

قال مليح: فحدثني داود بن يحيى بن يمان قال: رأيت رسول الله في النوم، فقلت: يا رسول الله، من الأبدال؟ قال: الذين لا يضربون بأيديهم شيئا، وإن وكيعا منهم.

قلت: بل من ضرب بيديه في سبيل الله فهو أفضل.

قال علي بن عثام: مرض وكيع فدخلنا عليه، فقال: إن سفيان أتاني فبشرني بجواره، فأنا مبادر إليه.

غنجار في تاريخه: حدثنا أحمد بن سهل، سمعت قيس بن أنيف، سمعت يحيى بن جعفر، سمعت عبد الرزاق يقول: يا أهل خراسان، إنه نعي لي إمام خراسان؛ يعني وكيعا. قال: فاهتممنا لذلك. ثم قال: بعدا لكم يا معشر الكلاب، إذا سمعتم من أحد شيئا اشتهيتم موته.

قلت: ومن جسارته كونه حج بعد تيك المحنة.

قال أبو هشام الرفاعي: مات وكيع سنة سبع وتسعين ومائة يوم عاشوراء، ودفن بفيد؛ يعني راجعا من الحج.


(١) الكامل ٥/ ١٩٨٣.