للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كتابا لن تضلوا بعده أبدا، فقال: إن رسول الله قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله، فاختلف أهل البيت فاختصموا، فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم رسول الله ، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند رسول الله ، قال النبي : قوموا. فكان ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب لاختلافهم ولغطهم. متفق عليه (١).

وإنما أراد عمر التخفيف عن رسول الله ، حين رآه شديد الوجع، لعلمه أن الله قد أكمل ديننا، ولو كان ذلك الكتاب واجبا لكتبه النبي لهم، ولما أخل به.

وقال يونس، عن الزهري، عن حمزة بن عبد الله، عن أبيه قال: لما اشتد برسول الله وجعه قال: مروا أبا بكر فليصل بالناس، فقالت له عائشة: يا رسول الله إن أبا بكر رجل رقيق، إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء: فقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس، فعاودته مثل مقالتها فقال: أنتن صواحبات يوسف، مروا أبا بكر فليصل بالناس. أخرجه البخاري (٢).

وقال محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن أمه أم الفضل قالت: خرج إلينا رسول الله وهو عاصب رأسه في مرضه، فصلى بنا المغرب، فقرأ بالمرسلات، فما صلى بعدها حتى لقي الله، يعني فما صلى بعدها بالناس. وإسناده حسن.

ورواه عقيل، عن الزهري، ولفظه أنها سمعت رسول الله يقرأ في المغرب بالمرسلات، ثم ما صلى لنا بعدها. البخاري (٣).

وقال موسى بن أبي عائشة، عن عبيد الله بن عبد الله، حدثتني عائشة قالت: ثقل رسول الله فقال: أصلى الناس؟ فقلنا: لا، هم ينتظرونك، قال: ضعوا لي ماء في المخضب، ففعلنا، فاغتسل، ثم ذهب


(١) البخاري ١/ ٣٩، ومسلم ٥/ ٧٥، ودلائل النبوة ٧/ ١٨٣ - ١٨٤.
(٢) البخاري ١/ ١٨٢ و ٩/ ١٢٠، ودلائل النبوة ٧/ ١٨٦.
(٣) البخاري ٦/ ١١، ودلائل النبوة ٧/ ١٨٩ - ١٩٠.