للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، وإن ربي اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا، وإن قوما ممن كانوا قبلكم يتخذون قبور أنبيائهم وصلحائهم مساجد، فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك. رواه مسلم (١).

مؤمل بن إسماعيل، عن نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة قالت: لما مرض رسول الله مرضه الذي قبض فيه أغمي عليه، فلما أفاق قال: ادعي لي أبا بكر فلأكتب له لا يطمع طامع في أمر أبي بكر ولا يتمنى متمن، ثم قال: يأبى الله ذلك والمؤمنون ثلاثا قالت: فأبى الله إلا أن يكون أبي.

قال أبو حاتم الرازي: حدثناه يسرة بن صفوان، عن نافع، عن ابن أبي مليكة مرسلا، وهو أشبه.

وقال عكرمة، عن ابن عباس، أن رسول الله خرج من مرضه الذي مات فيه عاصبا رأسه بعصابة دسماء ملتحفا بملحفة على منكبيه، فجلس على المنبر، وأوصى بالأنصار، فكان آخر مجلس جلسه. رواه البخاري (٢). ودسماء: سوداء.

وقال ابن عيينة: سمعت سليمان يذكر عن سعيد بن جبير قال: قال ابن عباس: يوم الخميس، وما يوم الخميس، ثم بكى حتى بل دمعه الحصى، قلت: يا أبا عباس: وما يوم الخميس؟ قال: اشتد برسول الله وجعه فقال: ائتوني أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا، قال: فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا: ما شأنه، أهجر! استفهموه، قال: فذهبوا يعيدون عليه، قال: دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه، قال: وأوصاهم عند موته بثلاث فقال: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم، قال: وسكت عن الثالثة، أو قالها فنسيتها. متفق عليه (٣).

وقال الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس قال: لما حضر رسول الله ، وفي البيت رجال فيهم عمر، فقال النبي : أكتب لكم


(١) مسلم ٢/ ٦٧، ودلائل النبوة ٧/ ١٧٦ - ١٧٧.
(٢) البخاري ٤/ ٢٢٦، ودلائل النبوة ٧/ ١٧٧.
(٣) البخاري ٤/ ١٢٠ و ٦/ ١١، ومسلم ٥/ ٧٤، ودلائل النبوة ٧/ ١٨١ - ١٨٢.