للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن عائشة قالت: لما ثقل النبي واشتد به الوجع استأذن أزواجه أن يمرض في بيت عائشة، فأذن له، فخرج بين رجلين تخط رجلاه في الأرض، قالت: لما أدخل بيتي اشتد وجعه فقال: أهرقن علي من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن لعلي أعهد إلى الناس، فأجلسناه في مخضب لحفصة زوج النبي ، ثم طفقنا نصب عليه، حتى طفق يشير إلينا أن قد فعلتن، فخرج إلى الناس فصلى بهم ثم خطبهم. متفق عليه (١).

وقال سالم أبو النضر، عن بسر بن سعيد، وعبيد بن حنين، عن أبي سعيد قال: خطب رسول الله الناس فقال: إن عبدا خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله، فاختار ما عند الله، فبكى أبو بكر، فعجبنا لبكائه، فكان المخير رسول الله ، وكان أبو بكر أعلمنا به، فقال: لا تبك يا أبا بكر، إن أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذته خليلا، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقى في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر. متفق عليه (٢).

وقال أبو عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن ابن أبي المعلى، عن أبيه أحد الأنصار، فذكر قريبا من حديث أبي سعيد الذي قبله (٣).

وقال جرير بن حازم: سمعت يعلى بن حكيم، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: خرج رسول الله في مرضه الذي مات فيه عاصبا رأسه بخرقة، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إنه ليس من الناس أحد أمن علي بنفسه وماله من أبي بكر، ولو كنت متخذا من الناس خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن خلة الإسلام أفضل، سدوا عني كل خوخة في المسجد غير خوخة أبي بكر. أخرجه البخاري (٤).

وقال زيد بن أبي أنيسة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن الحارث، حدثني جندب أنه سمع النبي قبل أن يتوفى بخمس يقول: قد كان لي منكم إخوة وأصدقاء وإني أبرأ إلى كل خليل من خلته، ولو كنت متخذا


(١) البخاري ١/ ٦١ و ٦/ ١٣ - ١٤ و ٧/ ١٦٥، ومسلم ٢/ ٢٠، ودلائل النبوة ٧/ ١٧٣.
(٢) البخاري ١/ ١٢٦ و ٥/ ٤، ومسلم ٦/ ١٠٨، ودلائل النبوة ٧/ ١٧٤ - ١٧٥.
(٣) دلائل النبوة ٧/ ١٧٥.
(٤) البخاري ١/ ١٢٦، ودلائل النبوة ٧/ ١٧٦.