صفين مع علي، ثم روى عن رجل أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: أويس خير التابعين بإحسان.
وقال غيره: إن أويسا وفد على عمر من اليمن، وروى عنه، وعن علي. روى عنه يسير بن عمرو، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبو عبد رب الدمشقي. وسكن الكوفة، وليس له حديث مسند، بل له حكايات.
قال أسير بن جابر، عن عمر بن الخطاب، أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: خير التابعين رجل يقال له: أويس بن عامر، كان به بياض فدعا الله فأذهبه عنه إلا موضع الدرهم في سرته، لا يدع باليمن غير أم له، فمن لقيه منكم فمروه فليستغفر لكم. قال عمر: فقدم علينا رجل فقلت له: من أين أنت؟ قال: من اليمن، قلت: ما اسمك؟ قال: أويس. قلت: فمن تركت باليمن؟ قال: أما لي، قلت: أكان بك بياض، فدعوت الله فأذهبه عنك؟ قال: نعم، قلت: فاستغفر لي، قال: أو يستغفر مثلي لمثلك يا أمير المؤمنين! قال: فاستغفر لي، وقلت له: أنت أخي لا تفارقني، قال: فانملس مني.
فأنبئت أنه قدم عليكم الكوفة، قال: فجعل رجل كان يسخر بأويس بالكوفة ويحقره، يقول: ما هذا فينا ولا نعرفه، فقال عمر: بلى إنه رجل كذا وكذا، فقال - كأنه يضع شأنه -: فينا رجل يا أمير المؤمنين يقال له أويس، فقال عمر: أدركه فلا أراك تدركه، قال: فأقبل ذلك الرجل حتى دخل على أويس قبل أن يأتي أهله، فقال له أويس: ما هذه عادتك، فما بدا لك؟ قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول فيك كذا وكذا فاستغفر لي، قال: لا أفعل حتى تجعل لي عليك أن لا تسخر مني فيما بعد، وأن لا تذكر ما سمعته من عمر لأحد، قال: نعم، فاستغفر له، قال أسير: فما لبثنا أن فشا أمره بالكوفة، قال: فدخلت عليه فقلت: يا أخي إن أمرك لعجب ونحن لا نشعر، فقال: ما كان في هذا ما أتبلغ به في الناس، وما يجزى كل عبد إلا