سمع منه: الفرضي والمزي والبرزالي، والختني، وعلاء الدين المقدسي، والشهاب ابن النابلسي، وروى صحيح البخاري بالإجازة نوبة عكا. وسمع منه خلق. وكان ربعة من الرجال، أسمر، مهيبًا، كبير الوجه، فصيح العبارة، مستدير اللحية، قليل الشيب.
توفي في بستان صيف فيه بالسهم يوم الخميس الخامس والعشرين من رمضان. وصلي عليه بالجامع المظفري بين الصلاتين ودفن عند والده بتربته بالجبل.
وقد سألت شيخنا المزي عنه، فقال: كان أحد الأئمة الفضلاء في عدة علوم. وكان حسن الخلق، كثير التواضع، شديد المحبة لأهل العلم والدين.
وقد استوفى أخباره مجد الدين الصيرفي في معجمه وقال: كان علامة وقته وفريد عصره. وأحد الأئمة الأعلام، وكان جامعًا لفنون من العلم كالتفسير والأصلين، والفقه، والنحو، والخلاف، والمعاني، والبيان، والحساب، والفرائض، والهندسة، ذا فضل كامل، وعقل وافر، وذهن ثاقب - رحمه الله -.
ومن شعره لما تخلف عن الركب بمكة ثم أصبح ولحق بهم.
إن كان قصدك يفضي إلى عدمي فنظرة منك لا تغلو بسفك دمي يلذ لي فيك ما يرضيك من تلفي وحسن حالي من برئي ومن سقمي كن كيف شئت فما لي قط عنك غنى أنت المحكم في الحالات فاحتكم كم شدة فرجت باللطف منك وقد سألتك اللطف في داج من الظلم
وذكر القصيدة.
١٨٤ - محمد بن أحمد بن عمر، الإمام، أبو عبد الله ابن الدراج التلمساني، الأنصاري.
نشأ بسبتة يتيمًا، فكلفه الغرفي صاحب سبتة. وكان أحسن أقرانه في زمانه. قرأ القراءات على أبي الحسن ابن الخضار، والنحو على أبي الحسين بن أبي الربيع. وسمع البخاري من أبي يعقوب المجساني، عن ابن الزبيدي