للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مقيما في قرى شاهي ثلاثا … بلا زاد سوى كسر وماء

قال عبد الرحمن بن شريك: كانت أم شريك خراسانية، فرآها أعرابي وهي على حمار، وشريك صبي بين يديها، فقال: إنك لتحملين جندلة من الجنادل.

قال ابن أبي شيخ: قال موسى بن عيسى الأمير لشريك: يا أبا عبد الله، عزلوك عن القضاء؟ ما رأينا قاضيا عزل. قال: هم الملوك، يعزلون ويخلعون ولاة العهود؛ يعرض أن أباه عزل.

ولقي مرة عبد الله بن مصعب الزبيري فقال: بلغني أنك تنال من أبي بكر وعمر. فقال شريك: والله ما أتنقص الزبير، فكيف أبا بكر وعمر؟

قال ابن أبي شيخ: حدثني أبي قال: لما وجه شريك إلى قضاء الأهواز جلس فجعل لا يتكلم حتى قام، وهرب واختفى، يقال: اختفى عند الوالي، فحدثني يحيى بن سعيد الأموي قال: كنت عند الحسن بن عمارة حين بلغه ذلك، فقال: الخبيث استصغر قضاء الأهواز.

البغوي في الجعديات (١): حدثنا محمد بن يزيد، حدثني حمدان ابن الأصبهاني قال: كنت عند شريك، فأتاه ابن المهدي فاستند وسأل عن حديث، فلم يلتفت شريك، ثم أعاد فعاد، فقال: كأنك تستخف بأولاد الخلفاء! قال: لا، ولكن العلم أزين عند أهله من أن يضيعوه. قال: فجثا على ركبتيه ثم سأله، فقال شريك: هكذا يطلب العلم.

عباد بن العوام، قال شريك (٢): أثر فيه بعض الضعف أحب إلي من رأيهم.

عفان قال: كان شريك يخضب بالحمرة.

ولشريك مناقب جمة، ولسنا نرى فيه العصمة، وقد بلغنا عنه أنه قال: ما وليت القضاء حتى حلت لي الميتة.

قال العقيلي (٣): حدثنا محمد بن عثمان العنسي قال: حدثنا علي بن حكيم الأودي قال: حدثنا علي بن قادم قال: جاء عتاب وآخر إلى شريك،


(١) مسند علي بن الجعد (٢٥٣٨)، والأخبار المتقدمة استفادها المصنف من مسند علي بن الجعد.
(٢) سقطت من د.
(٣) الضعفاء الكبير ٢/ ١٩٤.