أبيع الثور بأربعة دراهم، وقنطار الحديد بدرهمين ثلاثة، والحمار بثلاثة دراهم، لكثرة الشيء ولكونه حراما؛ قال سعد الدين هذا كله، وقال: في رمضان نفوا الحريرية من ميافارقين - وأنا بها - لكثرة إفسادهم أولاد الناس.
[سنة أربعين وستمائة]
فيها عزم الصالح صاحب مصر على قصد الشام، فقيل له: البلاد مختلفةٌ، فجهز الجيش وأقام.
وفيها كانت وقعةٌ هائلةٌ بين صاحب ميافارقين شهاب الدين وبين عسكر حلب. كانت الخوارزمية قد خربوا بلاد الموصل وقراها وماردين. وحلفوا لصاحب ميافارقين وحلف لهم، ووافقهم صاحب ماردين. فجمع صاحب ميافارقين الخانات، وهم مقدموا الخوارزمية وشاورهم، فقال: لا بد من تخريب بلد الموصل، وقالوا هم: لا بد من اللقاء. فلما كان في المحرم ركبوا وطلبوا من جبل ماردين إلى الخابور. وساقوا إلى المجدل، ووقف الخانات ميمنة وميسرة، وغازي صاحب ميافارقين في القلب. وأقبل عسكر حلب فصدموا صدمة رجل واحد، فانهزمت الخوارزمية، وركب الحلبيون أقفيتهم أسرا وقتلا، ونهبوا أثقال غازي وعساكره، وأغنام التركمان ونساءهم. وكانوا خلقا، وأبيع الفرس بخمسة دراهم، والشاة بدرهمٍ، ونهبت نصيبين وسبي أهلها. وقد نهبت قبلها مرارا من المواصلة والخوارزمية. ثم فعلوا كذلك برأس العين والخابور. وجرت قبائح.
وفيها ملك شهاب الدين غازي مدينة خلاط.
وفي شوال قدم أحمد بن محمد بن هود مرسية بجماعةٍ من وجوه الفرنج، فملكهم مرسية صلحا.
وفيها كان الوباء ببغداد، وزادت الأمراض. وتوفي المستنصر بالله، وبويع ابنه المستعصم بالله أبو أحمد عبد الله بن منصور، الذي استشهد على يد التتار.