حكم إلا لله، وفتك بإبراهيم بن خازم بن خزيمة بنصيبين، وسار إلى أرمينية، إلى أن جاء الخبر بموته.
وفيها سار الفضل بن يحيى البرمكي إلى خراسان فعدل في الناس، وأحسن السيرة، وتهيأ للجهاد فغزا ما وراء النهر، واستخدم جيشا عظيما، وفيه يقول مروان ابن أبي حفصة:
ألم تر أن الجود من لدن آدم تحدر حتى صار في راحة الفضل إذا ما بنو العباس رامت سماؤهم فيا لك من هطل ويا لك من وبل
ولمروان فيه عدة قصائد في هذه الغزاة، فنال من الفضل سبع مائة ألف درهم.
وقيل: إن الأمير إبراهيم بن جبريل سار مع الفضل إلى خراسان، فعقد له على سجستان، ثم سار إلى كابل فغزا وفتح وغنم، فوصل إليه من ذلك سبعة آلاف ألف، فلما رجع الفضل من خراسان بعد أن مهدها تلقاه الرشيد والدولة، فكان ربما وصل الرجل بألف ألف درهم، وبخمس مائة ألف درهم، فإنه كان سخيا.
[سنة تسع وسبعين ومائة]
فيها مات: حماد بن زيد، وخالد بن عبد الله الطحان، وعبد الله بن سالم الأشعري الحمصي، ومالك بن أنس الإمام، وفقيه دمشق هقل بن زياد، والوليد بن طريف الخارجي، وأبو الأحوص سلام بن سليم.
وفيها ولي إمرة خراسان منصور بن يزيد بن منصور الحميري.
وفيها رجع الوليد بن طريف الشاري بجموعه من ناحية أرمينية إلى الجزيرة، وقد اشتدت بليته، وكثر جيشه، فسار لحربه يزيد بن مزيد الشيباني، فراوغه يزيد ثم التقاه على غرة بقرب هيت، فظفر به فقتله ومزق جمعه، وفي ذلك تقول الفارعة أخت الوليد:
أيا شجر الخابور ما لك مورقا كأنك لم تجزع على ابن طريف فتى لا يحب الزاد إلا من التقى ولا المال إلا من قنى وسيوف حليف الندى ما عاش يرضى به الندى فإن مات لم يرض الندى بحليف ألا يا لقومي للحمام وللبلى وللأرض همت بعده برجوف ألا يا لقومي للنوائب والردى ودهر ملح بالكلام عنيف