للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن وهب: أخبرني حيوة بن شريح، عن ابن الهاد، عن شرحبيل بن سعد، عن جابر بن عبد الله قال: كنا مع رسول الله في غزوة خيبر، فخرجت سرية فأخذوا إنسانا معه غنم يرعاها، فجاؤوا به إلى رسول الله فكلمه، فقال له الرجل: إني قد آمنت بك، فكيف بالغنم فإنها أمانة، وهي للناس الشاة والشاتان، قال: احصب وجوهها ترجع إلى أهلها. فأخذ قبضة من حصباء أو تراب فرمى بها وجوهها، فخرجت تشتد حتى دخلت كل شاة إلى أهلها. ثم تقدم إلى الصف، فأصابه سهم فقتله. ولم يصل لله سجدة قط، قال رسول الله : أدخلوه الخباء فأدخل خباء رسول الله حتى إذا فرغ رسول الله دخل عليه ثم خرج فقال: لقد حسن إسلام صاحبكم، لقد دخلت عليه وإن عنده لزوجتين له من الحور العين (١).

وهذا حديث حسن أو صحيح (٢).

وقال مؤمل بن إسماعيل: حدثنا حماد، قال: حدثنا ثابت عن أنس، أن رجلا أتى النبي فقال: يا رسول الله إني رجل أسود اللون، قبيح الوجه، منتن الريح، لا مال لي، فإن قاتلت هؤلاء حتى أقتل أدخل الجنة؟ قال: نعم. فتقدم فقاتل حتى قتل. فأتى عليه النبي وهو مقتول، فقال: لقد أحسن الله وجهك وطيب روحك وكثر مالك. قال: وقال - لهذا أو لغيره -: لقد رأيت زوجتيه من الحور العين ينازعانه جبته عنه، يدخلان فيما بين جلده وجبته. وهذا حديث صحيح (٣).

وقال يونس، عن ابن إسحاق (٤): حدثني عبد الله بن أبي بكر، عن بعض أسلم أن بعض بني سهم من أسلم أتوا رسول الله بخيبر، فقالوا: يا رسول الله، والله لقد جهدنا وما بأيدينا شيء. فلم يجدوا عند رسول الله شيئا فقال: اللهم إنك قد علمت حالهم وأنهم ليست لهم قوة وليس


(١) دلائل النبوة ٤/ ٢٢١.
(٢) هكذا قال، وشرحبيل بن سعد ضعيف، فمن أين يصح الحديث؟
(٣) هكذا قال، ومؤمل بن إسماعيل ضعيف يعتبر به في المتابعات والشواهد، وإنما هذا من متابعته للحاكم في المستدرك ٢/ ٩٣، وأخرجه البيهقي في الدلائل ٤/ ٢٢١.
(٤) ابن هشام ٢/ ٣٣٢، ودلائل النبوة ٤/ ٢٢٣.