للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من كبار الأئمة، وذلك مضاف إلى ما فيه من الورع والصدق والنسك والديانة والسمت الحسن والتعفف وملازمة الاشتغال والإفادة، وكان فقيهًا بالشامية وبها يسكن، وله حلقة للإشغال بكرة بجامع دمشق، عرضت عليه مشيخة دار الحديث النورية فامتنع.

وكان رجلاً مهيبًا، مديد القامة، يعتم بكر وهو بزي الصوفية، سمعت عليه واستفدت منه، وله قصيدة مليحة غزلية في صفات الحديث، سمعتها منه، أولها:

غرامي صحيح والرجاء فيك معضل وحزني ودمعي مرسل ومسلسل وهي عشرون بيتًا سمعها منه شيخانا: الدمياطي واليونيني سنة بضع وستين، وسمع منه البرزالي والمقاتلي والنابلسي وأبو محمد بن أبي الوليد وكان من ألزم الطلبة له.

وكان مقيمًا بالشامية، ولم يسلم بظاهر البلد مكان سواها، فلما اشتد به الإسهال دخل البلد للتداوي، فأقام يومين وعبر إلى الله تعالى بتربة أم الصالح في ليلة الأربعاء تاسع جمادى الآخرة، وشيعه الخلق إلى مقابر الصوفية.

٥٧٩ - أحمد بن القاسم بن جعفر بن دبوقا، شهاب الدين، أخو الشيخ المقرئ رضي الدين.

توفي في شعبان، ودفن بالصالحية.

٥٨٠ - أحمد بن محمد بن عباس بن جعوان، الإمام المحقق الزاهد شهاب الدين الأنصاري، الدمشقي، الشافعي، أخو الحافظ شمس الدين.

روى جزء ابن عرفة عن ابن عبد الدائم، وسمع مع أخيه كثيرًا، وأقبل على الفقه فبرع فيه وأفتى، وانقطع وانقبض عن الناس، رأيته رجلاً أسمر، تام الشكل، مهيبًا، متنسكًا، متقشفًا.

توفي ببيته في الناصرية بدمشق في الثاني والعشرين من شعبان، وكان من تلامذة النواوي رحمهما الله، مات في الكهولة.

٥٨١ - أحمد بن محمد بن أبي الفتح محمد بن أحمد، الشيخ أبو العباس ابن المجاهد المقدسي، الصالحي، الحداد.

<<  <  ج: ص:  >  >>