للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دِينُ وكُفْرٌ وأنباءٌ تقالُ وفُر … قانٌ يُنَصُّ وتوراةٌ وإنجيلُ

في كلّ جيل أباطيلٌ يُدانُ بها … فهل تفرَّد يوما بالهدى جيلُ

فأجبته (١):

نعمْ أبو القاسم الهادي وأمّته … فزادك اللهُ ذُلا يا دجَيْجِيلُ

ومنه:

فَلا تحسْب مَقَال الرُّسلِ حقّا … ولكنْ قولُ زُور سَطَرُوهُ

وكان النّاس في عَيْش رغيد … فجاؤوا بالمُحالِ فكدّرُوهُ (٢)

ومنه (٣):

وإنما حمّل التّوارة قارِئها … كسْب الفوائد لا حُبّ التّلاواتِ

وهل أبيحت نساء الرّوم عن غرّض (٤) … للعُرب إلاّ بأحكام النُّبوّات

أنبأتنا أمُّ العرب فاطمة بنت أبي القاسم قالت: أخبرنا فرقد الكنانيّ سنة ثمان وستّمائة قال: أخبرنا السِّلفيّ، قال: سمعت أبا زكريّا التّبريزيّ قال: لما قرأت على أبي العلاء بالمعرَّة قوله (٥):

تَنَاقُضٌ ما لنا إلاّ السُّكُوتُ لهُ … وأن نَعُوذَ بمولانا من النّار

يدٌ بخُمْس مِيء من عَسْجَد ودِيَتْ … ما بالُها قُطِعَتْ في رُبع دينار؟

سألته عن معناه فقال: هذا مثل قول الفقهاء عبادةً لا يعقل معناها.

قلت: لو أراد ذلك لقال: تعبد ما لنا إلاّ السُّكوت له، ولما اعترض على الله بالبيت الثّاني.


(١) القائل هو المصنف الذهبي.
(٢) جاء في حاشية نسخة المصنف بخط الحافظ ابن كثير رد عليه نصه:
"فلا تحسب مقال الرسل زورًا … ولكن قول حق بلغوه
وكان الناس في جهل عظيم … فجاؤوا بالبيان فأذهبوه
قاله ابن كثير"
(٣) اللزوم ١/ ٢٢٨.
(٤) هكذا مجودة بخط المصنف، وغيرها محققو السير ١٨/ ٣٠ إلى "عُرُض" بضم المهملة والراء وقالوا: في القاموس: ويضربون الناس عن عُرض: لا يبالون من ضربوا، وفي الأصل: غرض، بالغين المعجمة!
(٥) البيتان في اللزوم أيضًا ١/ ٣٨٦.