للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة أربع وسبعين وأربعمائة]

فيها بعث الخليفة المقتدي بالله الوزير أبا نصر بن جهير يخطب ابنة السلطان، فأجابوا، على أن لا يتسرى عليها ولا يبيت إلا عندها.

وفيها حاصر تميم صاحب إفريقية مدينة قابس، وأتلف جنده بساتينها، وضيق على أهلها.

وفيها سار تتش صاحب دمشق فافتتح أنطرسوس وغيرها.

وفيها أخذ شرف الدولة صاحب الموصل حران من بني وثاب النميريين، وصالحه صاحب الرها وخطب له.

وفيها مات الأمير داود ولد السلطان ملكشاه فجزع عليه، ومنع من دفنه حتى تغيرت رائحته، وأراد قتل نفسه مرات فيمنعونه؛ كذا نقل صاحب الكامل.

وفيها تملك الأمير سديد الدولة أبو الحسن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الكناني حصن شيزر وانتزعه من الفرنج، وكان له عشيرة وأصحاب، وكانوا ينزلون بقرب شيزر، فنازلها ثم تسلمها بالأمان، ومال بذله للأسقف بها فلم تزل شيزر بيده ويد أولاده إلى أن هدمتها الزلزلة وقتلت أكثر من بها، فأخذها السلطان نور الدين محمود وأصلحها وجددها. وأما سديد الدولة فلم يحيا بعد أن تملكها إلا نحو السنة، وكان فارسا شجاعا شاعرا، وتملك بعده ابنه أبو المرهف نصر.

وفيها مات نور الدولة دبيس ابن الأمير سند الدولة علي بن مزيد الأسدي، وقد ولي الإمارة صبيا بعد أبيه من سنة ست وأربعمائة، وبقي رئيس العرب هذه المدة كلها، وكان كريما عاقلا شريفا، قليل الشر والظلم.

[سنة خمس وسبعين وأربعمائة]

فيها قدم الشريف أبو القاسم البكري الواعظ الأشعري بغداد، وكان جاء من الغرب وقصد نظام الملك فأحبه ومال إليه، وبعثه إلى بغداد، فوعظ

<<  <  ج: ص:  >  >>