للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأبو الهيجا الهكّاري، وعز الدين موسك، فالتقوا، فقتل الكنز، وما انتطح فيها عنزان، وقتل خلق كثير من جموعه، حتى قيل: إنه قتل منهم ثمانون ألفًا. كذا قال أبو المظفّر بن قزغلي (١)، فالله أعلم بذلك (٢).

وفيها أخذ صلاح الدين منبج من صاحبها قطب الدين ينال بن حسان المنبجي، وكان قد ولاّه إياها الملك نور الدين لمّا انتزعها نور الدين من أخيه غازي بن حسان (٣).

وفيها حاصر صلاح الدين حلب مدة، ثم وقع الصلح، وأبقى حلب على الملك الصالح إسماعيل ابن نور الدين ورد عليه عزاز. وعاد إلى مصياب (٤) بلد الباطنية، فنصب عليها المجانيق، وأباح قتلهم، وخرّب بلادهم، فضرعوا إلى شهاب الدين صاحب حماة خال السلطان، فسأل فيهم، فترحل عنهم. وتوجه إلى مصر وأمر ببناء السور الأعظم المحيط بمصر والقاهرة، وجعل على بنائه الأمير قراقوش.

قال ابن الأثير (٥): دوره تسعة وعشرون ألف ذراع وثلاثمائة ذراع بالهاشمي (٦)، ولم يزل العمل فيها إلى أن مات صلاح الدين.

وقال أبو المظفر ابن الجوزي (٧): ضيّع فيه أموالًا عظيمة، ولم ينتفع به أحد.

وأمر بإنشاء قلعة بجبل المقطم وهي التي صارت دار السلطنة.

قال ابن واصل (٨): شرع بهاء الدين قراقوش الأسدي فيها (٩)، وقطع


(١) مرآة الزمان ٨/ ٣٣٨.
(٢) إنما يقول ذلك لما هو معروف عن سبط ابن الجوزي من المجازفة التي صَرَّح بها المصنف، وسيصرح غير مرة.
(٣) ينظر زبدة الحلب ٣/ ٢٨، وتلخيص مجمع الآداب لابن الفوطي ٤/ الترجمة ٢٩٥٥.
(٤) آخره باء قيده ياقوت في معجم البلدان، وقال (٥/ ١٤٤ ط. بيروت): "حصن حصين مشهور للإسماعيلية بالساحل الشامي قرب طرابلس، وبعضهم يقول: مصياف"، ووجدناه في النسخ بالباء الموحدة. وكذلك هو في مراصد الاطلاع ٣/ ١٢٨٠.
(٥) الكامل ١١/ ٤٣٧.
(٦) في أ و د: "بالقاسمي"، وما هنا من النسخ الأخرى، وهو الذي في الكامل ومفرج الكروب ٢/ ٥٢، وغيرهما.
(٧) مرآة الزمان ٨/ ٣٣٨.
(٨) يعني: في بناء القلعة.
(٩) مفرج الكروب ٢/ ٥٣ - ٥٤.