للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويتنصل ويتذلل له، فلم يغن، ومنع من الطعام حتى مات. ثم أخرج وصلب في شعبان.

وقال الصولي: أخرج وصلب، وأتي بأصنامٍ كانت في داره قد حملت إليه من أشروسنة. فأحرقت وأحرق معها، وقيل: بل ترك مصلوبا مدة، واسمه حيدر بن كاوس من أولاد الأكاسرة، والأفشين لقب لمن ملك أشروسنة. وكان موصوفا بالشجاعة والرأي والخبرة. وقد مر أنه حارب بابك وظفر به. وكان أكبر من بقي في دولة المعتصم.

وأما المازيار صاحب طبرستان فاسمه محمد بن قارن. وكان ظلوما غشوما صادر أهل طبرستان وأذلهم، وجعل السلاسل في أعناقهم، وخرب أسوار مدائنهم. حارب جيوش المعتصم إلى أن انكسر، وأسر، وقتل أخوه شهريار. وضرب هو حتى مات، وصلب إلى جانب بابك. وكان عظيما عند المأمون يكتب إليه: إلى إصفهبذ أصبهان وصاحب طبرستان. وكان قد جمع أموالا لا تحصى.

وفيها عزل عن قضاء الديار المصرية هارون بن عبد الله الزهري الأصم، وولي محمد بن أبي الليث الحارث بن شداد الإيادي الجهمي الخوارزمي، وبقي في القضاء نحوا من عشر سنين، ولم يكن محمود السيرة في أحكامه. وقد امتحن الفقهاء بمصر في القرآن، وحكم على بني عبد الله بن عبد الحكم بودائع كانت للجروي عندهم بألف ألف دينار وأربعمائة ألف دينار، فأقاموا شهودا بأن الجروي كان قد أبرأهم وأخذ الذي له، فعسفهم هذا الجهمي، وعنتهم.

سنة سبعٍ وعشرين ومائتين

توفي فيها أحمد بن حاتم الطويل، وأحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعي، وإبراهيم بن بشار الرمادي، وأبو النضر إسحاق بن إسحاق الفراديسي، وإسماعيل بن عمرو البجلي، وبشر الحافي، وسعيد بن منصور صاحب السنن، وسهل بن بكار، ومحمد بن حيان أبو الأحوص، وشعيث بن محرز، ومحمد بن الصباح الدولابي، ومحمد بن عبد الوهاب الحارثي، ومحمد بن هارون المعتصم بالله، وأبو الوليد الطيالسي، والهيثم بن خارجة، ويحيى بن بشر الحريري.

وفيها خرج بفلسطين المبرقع أبو حرب، الذي زعم أنه السفياني، فدعا

<<  <  ج: ص:  >  >>