للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قتل الحسين؟ فقال الزهري: بلغني أنه لم يقلب حجر إلا وجد تحته دم عبيط.

وروى الواقدي عن عمر بن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه قال: أرسل عبد الملك إلى ابن رأس الجالوت فقال: هل كان في قتل الحسين علامة؟ قال: ما كشف يومئذ حجر إلا وجد تحته دم عبيط.

وقال جعفر بن سليمان: حدثتني أم سالم خالتي قالت: لما قتل الحسين مطرنا مطرا كالدم على البيوت والجدر (١).

وقال علي بن زيد بن جدعان، عن أنس قال: لما قتل الحسين جيء برأسه إلى عبيد الله بن زياد، فجعل ينكت بقضيب على ثناياه، وقال: إن كان لحسن الثغر، فقلت: لقد رأيت رسول الله يقبل موضع قضيبك من فيه (٢).

وقال حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس قال: رأيت رسول الله في النوم بنصف النهار، أشعث أغبر، وبيده قارورة فيها دم، فقلت: بأبي وأمي يا رسول الله، ما هذا؟ قال: هذا دم الحسين وأصحابه، لم أزل منذ اليوم ألتقطه، فأحصي ذلك اليوم، فوجدوه قتل يومئذ.


(١) قال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة ٤/ ٥٥٩ - ٥٦٠: "وأما ما ذكره "يعني ابن المطهر" من الأحداث والعقوبات الحاصلة بقتل الحسين فلا ريب أن قتل الحسين من أعظم الذنوب، وأن فاعل ذلك والراضي به والمعين عليه مستحق لعقاب الله الذي يستحقه أمثاله، لكن قتله ليس بأعظم من قتل من هو أفضل منه من النبيين والسابقين الأولين ومن قتل في حرب مسيلمة، وكشهداء أحد … إلى أن قال: وبهذا وغيره يتبين أن كثيرًا مما روي في ذلك كذب مثل كون السماء أمطرت دمًا، فإن هذا ما وقع قط في قتل أحدٍ، ومثل كون الحمرة ظهرت في السماء يوم قتل الحسين ولم تظهر قبل ذلك فإن هذا من الترهات، فما زالت هذه الحمرة تظهر ولها سبب طبيعي من جهة الشمس فهي بمنزلة الشفق، وكذلك قول القائل إنه ما رفع حجر في الدنيا إلا وجد تحته دم عبيط، هو أيضًا كذب بين".
(٢) إسناده ضعيف لضعف ابن جُدعان. على أن الحديث صحيح من غير هذا الطريق.
أخرجه الطبراني في الكبير (٢٨٧٨) من طريق حماد بن سلمة عن علي، به.
وأخرجه البخاري ٥/ ٣٢ من طريق ابن سيرين عن أنس. وانظر تمام تخريجه في تعليقنا على الترمذي (٣٧٧٨).