١٩٣ - محمد بن عبد الملك بن عبد الحق بن عبد الوهاب ابن الشيخ أبي الفرج، أبو عبد الله بن أبي الوفاء ابن الحنبلي، الدمشقي.
روى عن أبيه الأربعين السلفية وكان له دكان بالحريريين.
توفي يوم عيد النحر.
١٩٤ - محمد بن عثمان بن أبي الرجاء، الوزير الكبير الصاحب الأثير، شمس الدين التنوخي الدمشقي، التاجر، ابن السلعوس وزير الملك الأشرف.
كان في شبيبته يسافر في التجارة. وكان أشقر، سمينًا، أبيض، معتدل القامة فصيح العبارة، حلو المنطق، وافر الهيبة والتؤدة، سديد الرأي، خليقًا للوزارة كامل الأدوات، تام الخبرة، زائد الحمق جدًا، عظيم التيه والبأو. وكان جارًا للصاحب تقي الدين البيع، فصاحبه ورأى منه الكفاءة، فأخذ له حسبة دمشق. ذهبت إليه مع الذهبيين ليحكم فيهم، فأذاقنا ذلاً وقهرًا. ثم ذهب إلى مصر وتوكل للملك الأشرف في دولة أبيه فجرت عليه نكبة من السلطان، ثم شفع مخدومه فيه، فأطلق من الاعتقال.
وحج إلى بيت الله، فتملك في غيبته مخدومه الملك الأشرف، وعين له الوزارة. وكان محبًا فيه، معتمدًا عليه، فعمل الوزارة في مستحقها. وكان إذا ركب تمشي الأمراء والكبار في خدمته. ودخل دمشق يوم قدومهم من عكا في دست عظيم وكبكبة من القضاة والمفتين والرؤساء والكتاب، فلم يتخلف أحد. وكان الشجاعي فمن دونه يقفون بين يديه، وجميع أمور المملكة منوطة به. وإذا ركب ركب في عدة مماليك ورؤساء وأمراء، ولا يكاد يرفع رأسه إلى أحد ولا يتكلم إلا الكلمة بعد الكلمة، قد قتله العجب وأهلكه الكبر، فنعوذ بالله من مقت الله. وكان صحيح الإسلام، جيد العقيدة. فيه ديانة وسنة في الجملة.
فارق السلطان كما ذكرنا وسار إلى الإسكندرية في تحصيل الأموال، وفي خدمته مثل الأمير علم الدين الدواداري، فصادر متولي الثغر وعاقبه، فلم ينشب أن جاءه الخبر بقتل مخدومه، فركب لليلته منها هو وكاتبه الرئيس شرف الدين ابن القيسراني - وقال للوالي: افتح لي الباب حتى أخرج لزيارة قبر القباري. ففتح له وسافر. وبلغني فيما بعد أن الوالي عرف الحال وشتم الوزير، ثم أخرجه في ذلة، وجاء إلى المقس ليلاً، فنزل بزاوية شيخنا ابن