قرأ عليه القرآن سعد الله الدقاق، وقال: كان أوحد عصره في حسن الأداء، والقراءة الحسنة، والنغمة الطيبة، وما كان لسانه يفتر عن ذكر الموت، توفي في ربيع الآخر.
٨٧ - علي بن محمد بن علي إلكيا، أبو الحسن الهراسي، الطبرستاني، الفقيه الشافعي، عماد الدين.
تفقه بنيسابور مدة على إمام الحرمين، وكان مليح الوجه، جهوري الصوت، فصيحًا، مطبوع الحركات، زكي الأخلاق، ثم خرج إلى بيهق، فأقام بها مدة، ثم قدم العراق، وولي تدريس النظامية ببغداد إلى أن توفي، وحظي بالحشمة والجاه والتجمل، وتخرج به الأصحاب، وروى شيئًا يسيرًا عن أبي المعالي، وغيره.
روى عنه: سعد الخير الأنصاري، وعبد الله بن محمد بن غالب الأنباري، وأبو طاهر السلفي، وكان يستعمل الحديث في مناظراته.
وإلكيا: بالعجمي هو الكبير القدر، المقدم.
توفي في أول المحرم، وكان مولده في سنة خمسين، وأربعمائة.
وقد رمي إلكيا، رحمه الله، بأنه يرى في الباطن رأي الإسماعيلية، وليس كذلك، بل وقع الاشتباه على القائل بأن صاحب الألموت ابن الصباح يلقب بإلكيا أيضًا، فافهم ذلك، وأما الهراسي فبريء من ذلك.
قرأت على العلامة أبي محمد عبد المؤمن بن خلف الحافظ: أخبركم أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي الحافظ سنة تسع وثلاثين إملاء، أنه قرأ من حفظه على أبي الحسن علي بن المفضل الحافظ، قال: حدثنا أبو طاهر بن سلفة الحافظ، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن محمد الطبري إلكيا، قال: أخبرنا إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا والدي أبو محمد، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، قال: حدثنا أبو العباس الأصم، قال: حدثنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا الشافعي، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: المتبايعان كل واحد