تدمر وسار إلى هولاكو، وهو على قلعة حلب، فتوسط بينه وبين أهلها حتى سلموها في ربيع الأول، وبقي عنده يسفر بينه وبين من في القلاع، فلما رد هولاكو، ولاّه على الشام بأسره نيابةً عنه، ورد إليه بلاده.
٧٦ - نصر بن تروس بن قسطة، أبو محمد الإفرنجي القضائي الزكوي.
سمع من أبي اليمن الكندي، روى عنه: الدّمياطيّ وكناه أبا الفتح، وكان تاجراً بقيسارية الفرش بدمشق، ومات في جمادى الأولى.
٧٧ - نصير بن نبا بن صالح، بدر الدّين أبو الفتح التميمي المصري الكتبي المحدث.
٧٨ - لاجين، الأمير، حسام الدّين، الجوكندار، العزيزي، من كبار الأمراء بدمشق.
كان فارساً شجاعاً حازماً، له في الحروب آثار جميلة خصوصاً في وقعة حمص الكائنة في سنة تسعٍ وخمسين، وكان محباً للفقراء وأخلاقهم، كثير البر بهم، يجمعهم على السّماعات التي يضرب بها المثل.
قال قطب الدّين: كان يَغرَم على السماع الواحد ثمانية آلاف درهم، توفي في المحرم، وخلف تركةً عظيمة، ودفن بجوار الشيخ عبد الله البطائحي، وقد ناهز الخمسين، وقيل: إنه سقي، وإن مملوكاً له واطأ عليه، طلبني ليلةً فحضرت السماع بداره بالعقيبة، فرأيت من الشموع الكبار الكافوري والأتوار الفضة والمطعمة ما يقصر عنه الوصف، ثم مد بعد المغرب سماطاً نحو مائة زبدية عادلية، في الزبدية خروفٌ صحيح رضعي، وقريب ثلاثمائة زبدية، في كل زبدية ثلاثة طيور دجاج، وغير ذلك من الأطعمة، قال: وبعد العشاء