للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجماعةٍ كثيرة.

وناب عن والده في تدريس الصاحبية بالقاهرة.

روى عنه الزكي المنذري، والزكي البرزالي، وغيرهما. وتوفي في العشرين من جمادى الآخرة.

٥٤ - محمد بن عمر بن يوسف، الإمام أبو عبد الله الأنصاري القرطبي المقرئ المالكي الزاهد، المعروف بالأندلس بابن مغايظ.

انتقل به أبوه إلى فاس فنشأ بها. ثم حج وسمع بمكة من أبي المعالي عبد المنعم بن عبد الله ابن الفراوي. وسمع بالإسكندرية من القاضي محمد بن عبد الرحمن الحضرمي، وعبد الرحمن بن موقى. وبمصر من الأستاذ أبي القاسم بن فيره الشاطبي، ولزمه مدة وقرأ عليه القراءات. وسمع من أبي القاسم البوصيري، وعلي بن أحمد الحديثي، ومحمد بن حمد الأرتاحي، والمشرف ابن المؤيد الهمذاني.

وكان إماما صالحا، زاهدا، مجودا للقراءات، عارفا بوجوهها، بصيرا بمذهب مالك، حاذقا بفنون العربية. وله يدٌ طولى في التفسير. تخرج به جماعةٌ. وجلس بعد موت الشاطبي في مكانه للإقراء.

قال أبو عبد الله الأبار: حدث بالقاهرة. وأخذ عنه القرآن والحديث والعربية. ونوظر عليه في كتاب سيبويه. ثم جاور بالمدينة. وشهر بالفضل والصلاح والورع. وأم بمسجد النبي صلى الله عليه وسلم. وقال ابن الطيلسان: توفي بمصر ودفن بقرافتها. كذا قال، وإنما مات بالمدينة.

وقال المنذري: توفي في مستهل صفر. وقرأ القراءات على الشاطبي. وسمع، وحدث، وأقرأ، وانتفع به جماعةٌ. وحج مراتٍ، وأكثر المجاورة عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم. وبرع في التفسير والأدب. وكان له القبول التام من الخاصة والعامة، مثابرا على قضاء حوائج الناس. سمعته يذكر ما يدل على أن مولده سنة ثمانٍ أو سبعٍ وخمسين وخمسمائة.

<<  <  ج: ص:  >  >>