خراسان وسمع بها الكثير، وبما وراء النهر، وأقام بمرو يقرأ على شيخنا أبي المظفر ابن السمعاني، ويكتب عنه فلعله سمع أكثر ما كان عنده. ثم قدم علينا هراة وكنت بها سنة إحدى عشرة، فأقام نحوا من سنة يكتب ويسمع ويحصل بهمةٍ وافرةٍ وجدٍ واجتهادٍ شديدٍ، ويكتب العالي والنازل. إلى أن قال: وكان يرجع إلى فضلٍ، وحفظٍ، ومعرفةٍ، وإتقانٍ، وصدقٍ، ومروءةٍ ظاهرةٍ، وديانةٍ، وصلاحٍ. حدثنا أبو رشيدٍ ببغداد، قال: حدثنا إسماعيل بن غانم، قال: حدثنا أبو سعدٍ المطرز، فذكر حديثا.
٥٧ - محمد بن محمد بن أبي بكر، أبو سعد الشهرستاني الصوفي.
توفي بدمشق في ذي الحجة.
يروي عن أبي سعد عبد الله بن عمر الصفار، ومحمد بن فضل الله السالاري.
وكان صالحا، عارفا، معروفا بتربية الأصحاب والمريدين. وهو من أعيان صوفية السميساطية. لقبه: منصف الدين.
سمع منه ابن الحاجب، وغيره.
٥٨ - محمد بن المبارك بن أبي المظفر هبة الله بن محمد ابن الوزير أبي طالب محمد بن أيوب، أبو الحسن البغدادي الحاجب.
ولد سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة. وسمع من محمد بن محمد بن السكن، ومحمد بن إسحاق ابن الصابئ، وغيرهما.
وكان يسمي نفسه عليا، وهو مشهورٌ بالكنية. وجدهم وزر للقائم بأمر الله.
روى عنه بالإجازة القاضيان ابن الخويي والتقي سليمان، وابن الشيرازي، وفاطمة بنت سليمان، وجماعةٌ.