وتوفي المكتفي ليلة الأحد، لاثنتي عشرة من ذي القعدة.
ولم يل الخلافة قبل المقتدر أصغر منه، فإنه وليها وله ثلاث عشرة سنة وأربعون يوماً. واستوزر وزير أخيه العباس بن الحسن، ولم يكن مؤنس الخادم حاضراً، لأن المعتضد كان قد أخرجه إلى مكة مكرهاً، وكان يبغضه. فاستدعاه المقتدر ورفع منزلته. ومات صافي بعد بيعة المقتدر، فاختص مؤنس بالأمور كلها.
وكان في بيت المال يوم بويع المقتدر خمسة عشر ألف ألف دينار أموال المعتضد، وزاد المكتفي أمثالها.
[سنة ست وتسعين ومائتين]
توفي فيها: أحمد بن حماد التجيبي أخو زغبة، وأحمد بن نجدة الهروي، وأحمد بن يحيى الحلواني، وخلف بن عمرو العكبري، وعبد الله بن المعتز، وأبو حصين الوادعي محمد بن الحسين، ومعمر بن محمد أبو شهاب البلخي، ويوسف بن موسى القطان الصغير.
قال محمد بن يوسف القاضي: لما تم أمر المقتدر استصباه العباس الوزير، وكثر خوض الناس في صغره، فعمل العباس على خلعه بمحمد ابن المعتضد، ثم اجتمع محمد ابن المعتضد وصاحب الشرطة في مجلس العباس يوماً، فتنازعا، فأربى عليه صاحب الشرطة في الكلام ولم يدر ما قد رشح له، ولم يتمكن محمد من الانتصاف منه، فاغتاظ غيظاً عظيماً كظمه، ففلج في المجلس، فاستدعى العباس عمارية فحمله فيها، فلم يلبث أن مات.
ثم اتفق جماعة على خلع المقتدر وتولية عبد الله ابن المعتز، فأجابهم بشرط أن لا يكون فيها دم، فأجابوه، وكان رأسهم محمد بن داود بن الجراح، وأبو المثنى أحمد بن يعقوب القاضي، والحسين بن حمدان، واتفقوا على قتل المقتدر، ووزيره العباس، وفاتك.
فلما كان يوم العشرين من ربيع الأول ركب الحسين بن حمدان والقواد والوزير، فشد ابن حمدان على الوزير فقتله، فأنكر عليه فاتك، فعطف على فاتك فقتله، ثم شد على المقتدر وكان يلعب بالصوالجة فسمع الهيعة، فدخل وأغلقت الأبواب، فعاد ابن حمدان إلى