سمعت الشافعي يقول: ما فاتني أحد فأسفت عليه ما أسفت على الليث، وابن أبي ذئب.
قلت: أما الليث فنعم، وأما ابن أبي ذئب فكيف كان يمكنه الرحلة إليه، وإنما أدرك من حياته تسع سنين.
وقال الفضل بن زياد: سئل أحمد بن حنبل: إيما أعجب إليك ابن عجلان أو ابن أبي ذئب؟ فقال: ما فيهما إلا ثقة.
وقال ابن المديني: سمعت يحيى بن سعيد يقول: كان ابن أبي ذئب عسرا أعسر أهل الدنيا، إن كان معك الكتاب قال: اقرأه، وإن لم يكن معك كتاب فإنما هو حفظ، فقلت: كيف كنت تصنع فيه؟ قال: كنت أتحفظها وأكتبها.
وقال الجوزجاني لأحمد: فابن أبي ذئب سماعه من الزهري أو عرض هو؟ قال: لا تبالي كيف كان.
وقال أحمد بن علي الأبار: سألت مصعبا عن ابن أبي ذئب فقال: معاذ الله أن يكون قدريا، إنما كان زمن المهدي قد أخذوا أهل القدر وضربوهم ونفوهم فنجا منه قوم فجلسوا إليه، واعتصموا به من الضرب فقيل: هو قدري لذلك، لقد حدثني من أثق به أنه ما تكلم فيه قط.
وسئل أحمد بن حنبل عنه فوثقه، ولم يرضه في الزهري.
وقال ابن معين: ثقة، سمع من عكرمة.
مات ابن أبي ذئب سنة تسع وخمسين ومائة بعد ما انصرف من بغداد، مات بالكوفة، وقد أسنى المهدي جائزته.
٣٤١ - محمد بن عبد الرحمن بن معاوية بن حديج، التجيبي المصري الأمير.