للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧٤ - عبد السّلام بن عبد الله بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن علي، الإمام، شيخ الإسلام، مجدُ الدّين أبو البركات ابن تيميَّة الحرّانيّ، الحنبلي، جدُ شيخنا تقيّ الدّين.

ولد في حدود التّسعين وخمسمائة، وتفقّه في صغَره على عمّه الخطيب فخر الدّين. ورحل إلى بغداد وهو ابن بضع عشرة سنة في صحابة ابن عمّه السّيف فسمع من: أبي أحمد عبد الوهاب ابن سُكيْنة، وعمر بن طَبَرْزد، وضياء ابن الخُريف، ويوسف بن كامل، وعبد العزيز ابن الأخضر، وعبد العزيز بن منينا، وأحمد بن الحسن العاقوليّ، وعبد المولى ابن أبي تمّام، ودُرّة بنت عثمان، وجماعة. وقرأ القراءات على عبد الواحد بن سلطان صاحب سبط الخياط. وسمع بحرّان من: حنبل المكبّر، والحافظ عبد القادر، وغير واحد.

روى عنه: أبو محمد الدّمياطيّ، والإمام شهاب الدّين عبد الحليم ولده، وأمين الدّين عبد الله بن شقير، والزاهد محمد بن عمر بن زباطر، والجمال عبد الغني بن منصور المؤذّن، ومحمد بن محمد الكنجي، ومحمد بن أحمد ابن القزاز، وآخرون. وتفقه عليه ابنه، والشيخ نجم الدين أحمد بن حمدان، وجماعة.

وكان إماماً حجَّة بارعاً في الفقه والحديث، وله يد طولى في التفسير، ومعرفة تامة بالأصول، واطّلاع على مذاهب الناس. وله ذكاء مفرط؛ ولم يكن في زمانه أحد مثله في مذهبه.

وله المصنَّفات النّافعة التّي انتشرت في الآفاق كالأحكام، وشرح الهداية، وقد بيَّض منه رُبْعه الأوّل؛ وصنَّف أرْجوزة في القراءات، وكتاباً في أصول الفقه.

وحدّثني شيخنا تقيُّ الدّين قال: كان الشّيخ جمال الدّين ابن مالك يقول: أُلِين للشيخ مجد الدّين الفقه كما أُلين لداود الحديد.

وحدّثني أيضاً أنّ الصّاحب محيي الدّين يوسف ابن الجَوْزي اجتمع بالشّيخ المجد فانبهر له وقال: هذا ما عندنا ببغداد مثله. ولمّا حجّ التمسوا منه أن يقيم ببغداد فامتنع واعتلّ بالأهل والوطن.

قال شيخنا: وكانت في جدّنا حدّة. وقد قرأ عليه القراءات غيرُ واحد، منهم الّذي كان بحلب فُلان القَيْروانيّ. وحجّ سنة إحدى وخمسين. وفيها حجَّ

<<  <  ج: ص:  >  >>