قلت: بتقدير صحة العقيدة فلا كلام وإنما الكلام فيمن يقول: العالم هو الله.
ومن طالع كتب هؤلاء علم علمًا ضروريًا أنهم اتحاديةٌ مارقةٌ من الدّين، وأنهم يقولون: الوجود الواجب القديم الخالق هو الممكن المخلوق ما ثم غير ولا سوى. ولكن لما رأوا تعدد المخلوقات قالوا: مظاهر وتجالي. فإذا قيل لهم: فإن كانت المظاهر أمرًا وجوديًا تعدد الوجود، وإلا لم يكن لها حينئذٍ حقيقة. وما كان هكذا تبين أن الموجود نوعان خالق ومخلوق، قالوا: نحن ثبت عندنا بالكشف ما يناقض صريح العقل. ومن أراد أن يكون عارفًا محققًا فلا بد أن يلتزم الجمع بين النقيضين وأن الجسم الواحد يكون في وقتٍ واحدٍ في موضعين.
٣١٥ - عبد الحميد بن رضوان بن عبد الله، أبو محمد المصري، الشّافعيّ، الجراحي.
ولد سنة ثمانين وخمسمائة في مستهل صفر بالقاهرة، وذكر أنه قرأ القرآن على أبي الجود، وأنه سمع على أبي القاسم البوصيري، وقد روى عن ابن اللتي يسيرًا.
وتوفي في المحرم ودفن بجبل قاسيون، وكان أديبًا فاضلًا يلقب مجد الدّين.
روى عنه ابن الخباز وغيره، وقرأ عليه ابن فرح كتاب شرح السنة بروايته عن القزويني.
٣١٦ - عبد الكريم بن ناصر، أبو الكرم الدعجاني، المصري، المؤذن، المعروف بكريم.
ولد في حدود الثمانين وخمسمائة، وروى عن أبي نزار ربيعة اليمني، وتوفي في رجب.