في أوائل المحرم هادن السلطان أهل عكا ونزل اللجون وقبض على الأمير سيف الدين كوندك الظاهري وعدة أمراء بحمراء بيسان. فقيل: إن كوندك وأيتمش السعدي وسيف الدين الهاروني وطائفة اتفقوا على الفتك بالسلطان، وعرف ذلك البيسري، فأعلمه، فقبض على كوندك وغيره وهرب الباقون؛ الهاروني والسعدي ونحو ثلاثمائة فارس على حمية إلى عند سنقر الأشقر. وأهلك كوندك، فقيل: إنه غرق ببحيرة طبرية. وساق طقصو في عسكر وراء أيتمش السعدي، فجرح ورد.
ويوم سابع عشر المحرم وصل المحمدي مقدم البحرية إلى دمشق ومعه جماعة أمراء ممسوكين، فحبسهم بقلعة دمشق ودخل السلطان دمشق يوم تاسع عشر المحرم وحمل الجتر البيسري يومئذ، فعزل ابن خلكان عن القضاء بابن الصائغ وولي قضاء الحنابلة نجم الدين أحمد ابن الشيخ شمس الدين، وذلك بعد خلو الشام من قاض حنبلي مدة.
ثم جهزت المجانيق وطائفة لحصار شيزر، فنازلوها وتسلموها وذلك أن الرسل ترددت في الصلح بين السلطان وبين سنقر الأشقر ووصل من جهته الأمير علم الدين الدواداري والأمير خزندار سنقر الأشقر. فحلف له السلطان ونودي من دمشق باجتماع الكلمة ودقت البشائر لذلك، وسير إليه فخر الدين المقري الأمير ليحلفه وحينئذ سلم سنقر الأشقر قلعة شيزر للسلطان، فعوضه عنها كفر طاب وفامية وأنطاكية والسويدية وشغر وبكاس ودركوش، بضياعها، على أن يقيم ستمائة فارس على جميع ما تحت يده من البلاد وذلك ما ذكرناه، وصهيون بلاطنس وجبلة وبرزية واللاذقية؛ وخوطب في ذلك بالمقر العالي، المولوي، السيدي، العالمي، العادلي، الشمسي، ولم يصرح له في ذلك بالملك ولا بالأمير.
وفي ربيع الأول أديرت الجهة الملعونة والخمور بدمشق وكانت بطالة من خمس عشرة سنة، وأديرت بالديار المصرية أيضا قبل هذا التاريخ بمدة، فلا قوة إلا بالله، وبقيت دائرة بدمشق أياما، ولطف الله وبطلت وأريقت