وكان من سلاطين دولته السلطان سنجر صاحب خراسان، والسلطان نور الدين صاحب الشام.
واستوزر عون الدين يحيى بن هبيرة. وكان هو الذي أقام حشمة الدولة العباسية، وقطع عنها أطماع الملوك السلجوقية وغيرهم من المتغلبين.
ومن أيام المقتفي عادت بغداد والعراق إلى يد الخلفاء، ولم يبق لهم فيها منازع. وقبل ذلك لعل من دولة المقتدر إلى وقته كان الحكم للمتغلبين من الملوك، وليس للخليفة معهم إلا اسم الخلافة.
وكان رضي الله عنه كريمًا، جوادًا، محبًا للحديث وسماعه، معتنيًا بالعلم، مكرمًا لأهله. وبويع بعده ولده أبو المظفر يوسف بن محمد، ولقب بالمستنجد بالله.
١٧٧ - محمد بن أحمد بن علي بن الحسين، أبو المظفر ابن التريكي، الهاشمي العباسي، خطيب جامع المهدي.
كان من كبار العدول ببغداد، وله إسناد عالٍ على قلته؛ روى عن أبي نصر الزينبي، وعاصم، ورزق الله.
ولد سنة سبعين وأربعمائة.
روى عنه أبو سعد السمعاني، وعلي بن هارون الحلي النحوي، وأبو الفرج محمد بن عبد الرحمن الواسطي التاجر، وعبد السلام بن عبد الرحمن بن سكينة، ويحيى بن أبي المظفر الحنفي مدرس النفيسية، وآخرون.
توفي في نصف ذي القعدة.
١٧٨ - محمد بن علي بن عمر، الخطيب أبو بكر البروجردي.
قدم بغداد، وتفقه على أسعد الميهني. وتفقه بمرو مدة حتى برع في المذهب، وصار من أئمة الشافعية. وانقطع إلى صحبة يوسف بن أيوب الزاهد، وتعبد، ولزم الطاعة، وحج.
روى عنه أبو سعد السمعاني أناشيد، وقال: يعرف بالموفق، وأثنى عليه. وروى عن أبي منصور محمد بن علي الكراعي، والفقيه عمر بن محمد السرخسي، وجماعة. وسمع الكثير، وقرأ بنفسه ببغداد على قاضي المارستان.