للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: إن رسول الله حذرنا كل منافق عليم، فخشيت أن تكون منهم، فاحمد الله يا أحنف (١).

قلت: وكان الأحنف فصيحا مفوها.

قال أحمد العجلي (٢): هو بصري ثقة، وكان سيد قومه، وكان أعور أحنف، دميما قصيرا كوسجا، له بيضة واحدة، حبسه عمر عنده سنة يختبره، فقال عمر: هذا والله السيد.

قلت: ذهبت عينه بسمرقند؛ ذكره الهيثم.

وقال معمر، عن قتادة قال: خطب الأحنف عند عمر، فأعجبه منطقه، فقال: كنت أخشى أن تكون منافقا عالما، وأرجو أن تكون مؤمنا، فانحدر إلى مصرك.

قلت: مصره هي البصرة.

وعن الأحنف قال: ما كذبت منذ أسلمت إلا مرة، سألني عمر عن ثوب بكم أخذته؟ فأسقطت ثلثي الثمن.

وقال خليفة (٣): توجه ابن عامر إلى خراسان وعلى مقدمته الأحنف.

وقال ابن سيرين: كان الأحنف يحمل، يعني في قتال أهل خراسان، ويقول:

إن على كل رئيس حقا … أن يخضب الصعدة أو يندقا

قال: وسار الأحنف إلى مرو الروذ، ومنها إلى بلخ، فصالحوه على أربع مائة ألف، ثم أتى الأحنف خوارزم، فلم يطقها، فرجع.

وقال ابن إسحاق: خرج ابن عامر من خراسان قد أحرم من نيسابور بعمرة، وخلف على خراسان الأحنف، فجمع أهل خراسان جمعا كبيرا،


(١) إسناده ضعيف، فيه مجاهيل.
والمرفوع منه رواه أحمد ١/ ٢٢ و ٤٤ من طريق أبي عثمان النهدي عن عمر، به، وإسناده حسن فيه ديلم بن غزوان، وهو صدوق.
(٢) ثقاته (٤٩).
(٣) تاريخه ١٦٤.