للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وطال عُمُره، وعاش اثنتين وثمانين سنة أو أكثر. وتُوُفّي بالقاهرة فِي التّاسع والعشرين من رجب.

وروى أيضاً عن: عتيق بْن باقا (١) وأبي عَبْد اللَّه بْن عبدون البناء. فمن شعره:

قسمًا بكم يا جيرة البطْحاءِ … ما حال عمّا تعهدون وفائي

حُبّي لكم حُبّي وشوقي نحوكم … شوقي وأدْوائي بكم أدوائي

ما خانكم كَلَفي ولا نسيتكُم … روحي ولم تتعدكم أهوائي

وجْدي بكم مجدي وذُلّي عزّتي … والافتقارُ إليكم استغنائي

يا أهل ودّي يا مكان شِكايتي … يا عزّ ذُلّي يا ملاذَ رجائي

كيف الطريق إلى الوصال فإنني … من ظُلْمة التفريق فِي عمياء

روحي تذود عَلَى الورود ظما وقد … جاءتكم تمشي عَلَى استحياءِ (٢)

فِي أبيات.

وله القصيدة البديعة التي سارت، وهي:

يا مطلبًا لَيْسَ لِي فِي غيره أربُ … إليك آل التقصي وانتهى الطلبُ

وما طمحت لمرأى أو لمستمع … إلّا لمعنى إلى علْياكَ ينتسبُ

وما أراني أهلًا أنْ تُوَاصلني … حسبي علوا بأني فيك مكتتب

لكنْ ينازع شوقي تارة أدبي … فأطلب الوصل لما يضعف الأدب

ولست أبرح فِي الحالين ذا قلق … بادٍ وشوق لَهُ في أضلعي لهب

وناظر كلما كفكفت أدمعه … صونا لحبك يعصيني وينسكبُ

ويدّعي فِي الهوى دمعي مقاسمتي … وجْدي وحُزني فيجري وهو مختضبُ

كالطَّرْف يزعمُ توحيدَ الحبيب ولا … يزال فِي ليله للنّجم يرتقبُ

يا صاحبي قد عدمت المسعدين فسا … عدني عَلَى وَصَبي لا مسَّكَ الوصَبُ

بالله إن جزت كُثبانًا بذي سَلَمٍ … قف بي عليها وقُلْ لي هذه الكُثُب

ليقضي الخد من أجراعها وطرًا … من تُربها وأؤدّي بعضَ ما يجب


(١) اسمه عبد الرحمن.
(٢) الأبيات في ذيل مرآة ٤/ ٣٠١.