الزبير بن بكار: حدثنا عمي قال: كان المهدي أعطى بكارا الأخنسي بداره أربعة آلاف دينار التي عند الجمرة، فأبى وقال: ما كنت لأبيع جوار أمير المؤمنين، فأمر له بأربعة آلاف، وقال: دعوه وداره.
وقيل: إن عبد العزيز بن الماجشون لما دخل على المهدي أنشده:
وللناس بدر في السماء يرونه … وأنت لنا بدر على الأرض مقمر
فبالله يا بدر السماء وضوءه … تراك تكافي عشر مالك أضمر؟
وما البدر إلا دون وجهك في الدجى … يغيب فتبدو حين غاب فتقمر
وما نظرت عيني إلى البدر طالعا … وأنت تمشي في الثياب فتسحر
وأنشده مغيرة بن عبد الرحمن المخزومي:
رمى البين من قلبي السواد فأوجعا … وصاح فصيح بالرحيل فأسمعا
وغرد حادي الركب، وانشقت العصا … وأصبحت مسلوب الفؤاد مفجعا
كفى حزنا من حادث الدهر إنني … أرى البين لا أستطيع للبين مدفعا
وقد كنت قبل البين بالبين جاهلا … فيا لك بين ما أمر وأفظعا
وأنشده أبو السائب، وغيره، فقال المهدي: لأغنينكم فأجازهم لكل واحد بعشرة آلاف دينار، هذه رواها أبو العباس بن مسروق، عن عبد الله بن هارون العدوي، عن عبد الملك بن الماجشون.
قال نفطويه: انقطع المهدي عن خاصته في الصيد، فنزل يبول ودفع إلى أعرابي فرسه، فاقتلع من حلية السرج، ثم تلاحقت الخيل فأحاطت به، فهرب الأعرابي، فأمرهم برده، وخاف الأعرابي، فقال: خذوا ما أخذنا ودعونا نذهب إلى خزي الله وناره، فصاح به المهدي: تعال لا بأس عليك، فقال: ما تريد، جعلني الله فداء فرسك، فضحكوا وقالوا: ويلك، قل: جعلني الله فداك يا أمير المؤمنين، فقال: أو هذا أمير المؤمنين؟ قالوا: نعم، قال: والله لئن أرضاه هذا مني ما يرضيني ذلك فيه، ولكن جعل الله جبريل وميكائيل فداءه، وجعلني فداءهما، فضحك المهدي، وطاب له، وأمر له بعشرة آلاف (١).
(١) في حاشية د تعليق نصه "هذه الحكاية فيها جراءة، وتركها كان أولى به".