حدَّث عنه إمامًا الأندلس: أبو عمر بن عبد البرّ، وأبو محمد بن حزم، وأبو الوليد الوقشيّ، وطاهر بن مفوَّز، وأبو عليّ الغسّانيّ، وأبو عبد الله الحميديّ وأبو عليّ الصَّدفيّ، وأبو بحر سفيان بن العاص، والقاضي أبو عبد الله بن شبرين، وجماعة كثيرة.
ولد في رابع ذي القعدة سنة ثلاثٍ وتسعين وثلاثمائة، ومات في سلخ شعبان. وصلّى عليه ابنه أنس.
وقد صنَّف كتاب دلائل النُّبوَّة، وكتاب المسالك والممالك.
قلت: أحسبه آخر من روى عن ابن جهضم في الدُّنيا.
قال ابن سكَّرة: أخبرنا أبو العّباس العذريّ، قال: حدثنا محمد بن نوح الأصبهانيّ بمكّة، قال: حدثنا أبو القاسم الطّبرانيّ، فذكر حديثًا.
٢٢٩ - أحمد بن عيسى بن عبّاد بن عيسى بن موسى، أبو الفضل الدَّينوريّ، المعروف بابن الأستاذ.
قدم همذان قبل السّبعين، وحدَّث عن أبيه أبي القاسم، وأبي بكر بن لال، وأحمد بن تركان، وعبد الرحمن الإمام، وعبد الرحمن الصّفّار، وطاهر بن ماهلة، وأبي عمر بن مهديّ، وعليّ البيِّع، وجماعة.
قال شيرويه: سمعت منه بهمذان، والدَّينور، وكان صدوقًا. سألته عن مولده فقال: ولدت سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، ومات بالدَّينور سنة ثمانٍ.
قلت: فيكون عمره سبعًا وتسعين سنة، وكان مسند تلك الدَّيار في زمانه.
٢٣٠ - أحمد بن محمد، أبو العبّاس النَّيسابوريّ التّاجر الصّوفيّ، المعروف بأحمد محمود، خادم الفقراء في مدرسة الحدّادين سنين.
وقد خدم الشّيخ محمود الصُّوفي مدّة، ولذا نسب إليه. وقد ورث عن أبيه أموالًا جمّة، أنفقها على الفقراء.
وقد تخرَّج به جماعة، وكان له نفسُ صادق، وقبول بين الأكابر. يفتح على يديه ولسانه للفقراء أنواع الفتوح. وقد سمع من أبي حفص بن مسرور.