للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا أيها الملك المعظَّم سُنَّةً أحدثتها تبقى على الآباد تجري الملوك على طريقك بعدها خلع القضاة وتحفة الزهّاد توفي في الثالث والعشرين من صفر، ودُفن بتربتهم بسفح قاسيون.

• - عبد الله بن أحمد بن مسعود بن مطر الهاشمي، هو الأكمل.

٤٥٢ - عبد الله بن عثمان بن جعفر بن محمد اليونيني الزاهد، أسد الشام، رحمة الله عليه.

كان شيخاً طُوالاً مَهيباً، حاد الحال، كأنه نار، كان يقوم نصف الليل إلى الفقراء، فمن رآه نائماً ضربه، وكان له عصاة اسمها العافية.

حكى الشيخ عبد الله بن شُكر اليونيني، قال: كان الشيخ - رحمه الله - في شبوبيته قد انقطع في الجبل؛ وكانت أخته تأتيه كل يوم بقرص وبيضتين، فأتته بذلك مرة؛ وإذا بفقير قد خرج من عنده ومعه قرص وبيضتان، فقالت له: من أين لك هذا؟ قال: من ذاك القاعد، له شهر كل يوم يعطيني قرصاً وبيضتين. فأتته وسألته، فنهرها، وزعق فيها.

قلت: وكان أمّارا بالمعروف، نهّاء عن المنكر، شُجاعاً، صاحب سلاح ظاهر وباطن، مقبلاً على شأنه، مجدّاً لا يفتر، حاضر القلب، دائم الذكر، لا تأخذه في الله لومة لائم. وكان من حين اشتد يخرج وينطرح في شعراء يونين، فإذا رآه السفّارة حملوه إلى أمه؛ وكانت امرأة صالحة. فلما انتشى كان يتعبّد بجبل لبنان. وكان كثير الغزو أيام السلطان صلاح الدين.

وقد جمع مناقبه خطيب زَمْلَكا أبو محمد عبد الله ابن العز عمر المقدسي، فقال: حدثني الشيخ إسرائيل، عن الشيخ علي القصّار، قال: كنت إذا رأيت الشيخ عبد الله أهابه، كأنه أسد، فإذا دنوت منه وددت أني أشق قلبي وأجعله فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>