الحجارة في أرض البيت، حتى علا كما هو في زماننا، زاده الله تعظيما.
وغلب في هذه السنة عبد الله بن خازم على خراسان، وغلب معاوية الكلابي على السند، إلى أن قدم الحجاج البحرين، وغلب نجدة الحروري على البحرين وعلى بعض اليمن.
وأما عبيد الله بن زياد فإنه بعد وقعة عين الوردة مرض بأرض الجزيرة، فاحتبس بها وبقتال أهلها عن العراق نحوا من سنة، ثم قصد الموصل وعليها عامل المختار كما يأتي.
[سنة ست وستين]
توفي فيها جابر بن سمرة وزيد بن أرقم على الأصح فيهما، وهبيرة بن يريم، وأسماء بن خارجة الفزاري. وقتل عبيد الله بن زياد بن أبيه، وشرحبيل بن ذي الكلاع، وحصين بن نمير السكوني، وقيل: إنما قتلوا في أول سنة سبع وستين.
وفي أثناء السنة عزل ابن الزبير عن الكوفة أميريها وأرسل عليها عبد الله بن مطيع، فخرج من السجن المختار، وقد التف عليه خلق من الشيعة، وقويت بليته، وضعف ابن مطيع معه، ثم إنه توثب بالكوفة، فناوشه طائفة من أهل الكوفة القتال، فقتل منهم رفاعة بن شداد وعبد الله بن سعد بن قيس، وغلب على الكوفة، وهرب منه عبد الله بن مطيع إلى ابن الزبير، وجعل يتتبع قتلة الحسين، وقتل عمر بن سعد بن أبي وقاص وشمر بن ذي الجوشن الضبابي وجماعة، وافترى على الله أنه يأتيه جبريل بالوحي، فلهذا قيل له: المختار الكذاب، كما قالوا: مسيلمة الكذاب. ولما قويت شوكته في هذا العام كتب إلى ابن الزبير يحط على عبد الله بن مطيع، ويقول: رأيته مداهنا لبني أمية، فلم يسعني أن أقره على ذلك وأنا على طاعتك، فصدقه ابن الزبير وكتب إليه بولاية الكوفة، فكفاه جيش عبيد الله بن زياد، وأخرج من عنده إبراهيم بن الأشتر، وقد جهزه لحرب ابن زياد في ذي الحجة، وشيعه المختار إلى دير ابن أم الحكم، واستقبل إبراهيم أصحاب