قال: فطعن في بيت امرأة. فقال: غدة كغدة البكر في بيت امرأة من بني فلان، ائتوني بفرسي. فركب فمات على ظهر فرسه. أخرجه البخاري.
[وافد بني سعد]
قال ابن إسحاق: عن محمد بن الوليد، عن كريب، عن ابن عباس: بعثت بنو سعد بن بكر ضمام بن ثعلبة وافدا إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان جلدا أشعر ذا غديرتين، فأقبل حتى وقف فقال: أيكم ابن عبد المطلب؟ فقال: أنا. فقال: أنت محمد؟ قال: نعم. قال: إني سائلك ومغلظ عليك في المسألة، فلا تجدن في نفسك. أنشدك الله إلهك وإله من قبلك وإله من هو كائن بعدك، آلله أمرك أن تأمرنا أن نعبده وحده ولا نشرك به شيئا، وأن نخلع هذه الأنداد؟ قال: اللهم نعم. قال: فأنشدك الله إلهك وإله من قبلك وإله من هو كائن بعدك، آلله أمرك أن نصلي هذه الصلوات الخمس؟ قال: نعم. ثم جعل يذكر فرائض الإسلام ينشده عند كل فريضة، ثم قال: فإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وسأؤدي هذه الفرائض، وأجتنب ما نهيتني عنه، ثم لا أزيد ولا أنقص.
ثم انصرف إلى بعيره راجعا، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن صدق ذو العقيصتين دخل الجنة. فقدم على قومه فاجتمعوا إليه فكان أول ما تكلم به أن قال: باست اللات والعزى. قالوا: مه يا ضمام، اتق البرص، اتق الجنون. قال: ويلكم، إنهما والله لا يضران ولا ينفعان. إن الله قد بعث رسولا وأنزل عليه كتابا استنقذكم به مما كنتم فيه، وإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وقد جئتكم من عنده بما أمركم به وما نهاكم عنه.