قال الليث بن سعد: حدثني ابن عجلان، عن سهيل، وسعيد بن أبي سعيد مولى المهري، عن حسن بن حسن بن علي، أنه رأى رجلا وقف على البيت الذي فيه قبر رسول الله ﷺ يدعو له ويصلي عليه، فقال للرجل: لا تفعل، فإن رسول الله ﷺ قال: لا تتخذوا بيتي عيدا، ولا تجعلوا بيوتكم قبورا، وصلوا علي حيثما كنتم فإن صلاتكم تبلغني. هذا حديث مرسل (١).
قال الزبير: أم الحسن هذا هي خولة بنت منظور الفزاري، وهي أم إبراهيم، وداود، وأم القاسم بنو محمد بن طلحة بن عبيد الله التيمي، قال: وكان الحسن وصي أبيه، وولي صدقة علي، قال له الحجاج يوما وهو يسايره في موكبه بالمدينة، إذ كان أمير المدينة: أدخل عمك عمر بن علي معك في صدقة علي، فإنه عمك وبقية أهلك، قال: لا أغير شرط علي. قال: إذا أدخله معك. فسافر إلى عبد الملك بن مروان، فرحب به ووصله، وكتب له إلى الحجاج كتابا لا يجاوزه.
وقال زائدة، عن عبد الملك بن عمير: حدثني أبو مصعب أن عبد الملك كتب إلى هشام بن إسماعيل عامل المدينة: بلغني أن الحسن بن الحسن يكاتب أهل العراق، فإذا جاءك كتابي فاستحضره. قال: فجيء به، فقال له علي بن الحسين: يا ابن عم، قل كلمات الفرج: لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات السبع ورب الأرض رب العرش الكريم قال: فخلي عنه.
ورويت من وجهٍ آخر، عن عبد الملك بن عمير، لكن قال: كتب الوليد إلى عثمان المري: انظر الحسن بن الحسن فاجلده مائة ضربةٍ، وقفه للناس يوما، ولا أراني إلا قاتله، قال: فعلمه علي بن الحسين كلماتٍ الكرب.
وقال فضيل بن مرزوق: سمعت الحسن بن الحسن يقول لرجلٍ من الرافضة: إن قتلك قربةٌ إلى الله، فقال: إنك تمزح. فقال: والله ما هو مني بمزاح.
(١) صاحب الترجمة لم يدرك النبي ﷺ، وبنحوه عند عبد الرزاق (٦٧٢٦). وهذا الذي ساقه المصنف إنما نقله من ابن عساكر ١٣/ ٦١ - ٦٢.