حدثني به أبي: قال: حدثنا سويد، قال: حدثنا علي بن مسهر، عن أبي يحيى، عن مجاهد، عن ابن عباس، رفعه قال:" من عشق وكتم وعف وصبر غفر الله له وأدخله الجنة "(١).
ثم أنشدنا لنفسه:
انظر إلى السحر يجري في لواحظه … وانظر إلى دعج في طرفه الساجي
وانظر إلى شعرات فوق عارضه … كأنهن نمال دب في عاج
قال نفطويه: ومات في ليلته أو في اليوم الثاني. رواها جماعة عن نفطويه.
قال أبو زيد علي بن محمد: كنت عند ابن معين، فذكرت له حديثا سمعته من سويد بن سعيد، فذكر الحديث المذكور. فقال: والله لو كان عندي فرس لغزوت سويدا في هذا الحديث.
توفي في رمضان سنة سبع وتسعين كهلا.
وقال ابن حزم: توفي في عاشر رمضان، وله ثلاث وأربعون سنة.
قال: وكان من أجمل الناس وأكرمهم خلقا، وأبلغهم لسانا، وأنظفهم هيئة، مع الدين والورع، وكل خلة محمودة. محببا إلى الناس، حفظ القرآن وله سبع سنين، وذاكر الرجال بالآداب والشعر، وله عشر سنين وكان يشاهد في مجلسه أربعمائة صاحب محبرة.
وله من التواليف: كتاب " الإنذار والإعذار "، و"التقصي" في الفقه، وكتاب " الإيجاز "، مات ولم يكمله، وكتاب " الانتصار من محمد بن جرير الطبري "، وكتاب " الوصول إلى معرفة الأصول "، وكتاب " اختلاف مصاحب الصحابة "، وكتاب " الفرائض والمناسك ". ﵀.
وقال أبو علي التنوخي: حدثني أبو العباس أحمد بن عبد الله بن البختري الداودي: قال حدثني أبو الحسن بن المغلس الداودي قال: كان محمد بن داود وابن سريج إذا حضرا مجلس أبي عمر القاضي لم يجري بين اثنين فيما يتفاوضانه أحسن مما يجري بينهما، فسأل أبا بكر حدث من الشافعية عن العود الموجب للكفارة في الظهار، ما هو؟ فقال إعادة القول
(١) إسناده ضعيف ومتنه منكر جدًّا، كما بيناه مفصلًا في كلامنا عليه في تاريخ الخطيب ٣/ ١٦٦ - ١٦٧.