أتابك مدة، ثم صادره في هذا العام، وخنق، وألقي في جب بقلعة دمشق.
وكان مولده في سنة ست وثلاثين وأربعمائة.
٦٠ - يحيى بن علي بن محمد بن الحسن بن بسطام، أبو زكريا الشيباني، التبريزي، الخطيب، اللغوي، أحد الأعلام في علم اللسان.
رحل إلى الشام، وقرأ اللغة والأدب على أبي العلاء بن سليمان بالمعرة، وعلى عبيد الله بن علي الرقي، وأبي محمد ابن الدهان اللغوي، وسمع بصور من سليم بن أيوب الفقيه، ومن عبد الكريم بن محمد السياري، وسمع كتبًا عديدة أدبيه من أبي بكر الخطيب، ومن أبي غالب ابن الخالة بواسط، ومن ابن برهان، وأقام بدمشق مدة، ثم سكن بغداد وأقرأ بها اللغة.
روى عنه: أبو منصور موهوب ابن الجواليقي، وابن ناصر الحافظ، وسعد الخير الأندلسي، وأبو طاهر السلفي، وأبو طاهر محمد بن أبي بكر السنجي، وقد روى عنه شيخه الخطيب في تصانيفه.
وكان موثقًا في اللغة ونقلها، تخرج عليه خلق، وصنف: شرح الحماسة، وشرح ديوان المتنبي، وشرح سقط الزند، وشرح السبع قصائد المعلقات، وكتاب تهذيب غريب الحديث. وكانت له نسخة بتهذيب اللغة للأزهري فحمله في مخلاة على ظهره من تبريز إلى المعرة. ودخل إلى مصر أيضًا، وأخذ عن أبي الحسن طاهر بن بابشاذ، وغيره.
ومن شعره:
خليلي ما أحلى صبوحي بدجلة وأطيب منه بالصراة غبوقي شربت على الماءين من ماء كرمة فكانا كدر ذائب وعقيق على قمري أفق وأرض تقابلا فمن شائق حلو الهوى ومشوق فما زلت أسقيه وأشرب ريقه وما زال يسقيني ويشرب ريقي وقلت لبدر التم تعرف ذا الفتى فقال نعم هذا أخي وشقيقي ومما رواه عن شيخه ابن نحرير من شعره: