للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عدوه. قالوا: وكان ما قال لهم رسول الله قبل أن يلبس أداته: إني رأيت أني في درع حصينة فأولتها المدينة، وأني مردف كبشا فأولته كبش الكتيبة، ورأيت أن سيفي ذا الفقار فل فأولته فلا فيكم، ورأيت بقرا تذبح، فبقر - والله - خير، فبقر - والله - خير (١).

وقال يونس، عن الزهري في خروج النبي إلى أحد، قال: حتى إذا كان بالشوط من الجنانة، انخزل عبد الله بن أبي بقريب من ثلث الجيش. ومضى النبي وأصحابه وهم في سبعمائة. وتعبأت قريش وهم ثلاثة آلاف، ومعهم مائتا فرس قد جنبوها، وجعلوا على ميمنة الخيل خالد بن الوليد، وعلى ميسرتها عكرمة بن أبي جهل (٢).

وقال ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة قال: فخرج رسول الله والمسلمون وهم ألف، والمشركون ثلاثة آلاف. فنزل رسول الله أحدا، ورجع عنه عبد الله بن أبي في ثلاثمائة، فسقط في أيدي الطائفتين، وهمتا أن تفشلا؛ والطائفتان: بنو سلمة وبنو حارثة (٣).

وقال ابن عيينة، عن عمرو، عن جابر: إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا؛ بنو سلمة وبنو حارثة، ما أحب أنها لم تنزل لقوله والله وليهما. متفق عليه (٤).

وقال شعبة، عن عدي بن ثابت، سمع عبد الله بن يزيد يحدث، عن زيد بن ثابت قال: لما خرج رسول الله إلى أحد، رجع ناس خرجوا معه. فكان أصحاب رسول الله فرقتين؛ فرقة تقول: نقاتلهم، وفرقة تقول: لا نقاتلهم. فنزلت: فما لكم في المنافقين فئتين، فقال رسول الله


(١) دلائل النبوة ٣/ ٢٠٤ - ٢٠٥. وأخرجه أحمد ١/ ٢٧١، وابن ماجة (٢٨٠٨)، والترمذي (١٥٦١)، وانظر المسند الجامع ٩/ ٤٩٩ (٦٩٤١)، وانظر الفتح ٧/ ٣٧٧ في ضبط "فبقر واللهُ خيرٌ".
(٢) دلائل النبوة ٣/ ٢٢٠.
(٣) دلائل النبوة ٣/ ٢٢١.
(٤) البخاري ٥/ ١٢٣ و ٦/ ٤٧، ومسلم ٧/ ١٧٣، ودلائل النبوة ٣/ ٢٢١. وانظر المسند الجامع حديث (٢٨٧٣).