للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ألا ليت ريعان الشباب جديد … ودهرا تولى يا بثين يعود

فكنا كما كنا نكون وأنتم … صديق وإذ ما تبذلين زهيد

لكل حديث عندهن بشاشة … وكل قتيل عندهن شهيد

وله يرويه ثعلب:

خليلي فيما عشتما هل رأيتما … قتيلا بكى من حب قاتله قبلي

أفي أم عمرو تعذلاني هديتما … وقد تيمت قلبي وهام بها عقلي

وله يرويه الصندلي:

أريتك إن أعطيتك الود عن قلى … ولم يك عندي إن أبيت إباء

أتاركتي للموت أنت فميت … وعندك لي لو تعلمين شفاء

فواكبدي من حب من لا تجيبني … ومن عبرات ما لهن فناء

وأنشد ابن الأنباري لجميل:

خليلي عوجا اليوم عني فسلما … على عذبة الأنياب طيبة النشر

فإنكما إن عجتما بي ساعة … شكرتكما حتى أغيب في قبري

وما لي لا أبكي وفي الأيك نائح … وقد فارقتني شختة (١) الكشح (٢) والخصر

أيبكي حمام الأيك من فقد إلفه … وأصبر ما لي عن بثينة من صبر

يقولون مسحور يجن بذكرها … فأقسم ما بي من جنون ولا سحر

وأقسم لا أنساك ما ذر شارق … وما أورق الأغصان في ورق السدر

ذكرت مقامي ليلة الباب (٣) قابضا … على كف حوراء المدامع كالبدر

فكدت ولم أملك إليها صبابة … أهيم وفاض الدمع مني على النحر

أيا ليت شعري هل أبيتن ليلة … كليلتنا حتى يرى ساطع الفجر

فليت إلهي قد قضى ذاك مرة … فيعلم ربي عند ذلك ما شكري


(١) الشَّخْتُ: النحيف من غير هزال.
(٢) الكشح: ما بين الضلع والخصر من خلف.
(٣) في أ: "البدر"، وما هنا من النسخ الأخرى.